"الموضوع خطير ومش رفاهية، أي تسريب ولو صغير، ممكن يؤثر على الملايين، ويهدد الزراعة، والمياه، وصحة البشر لعقود".
وأكد أن التهديد لم يعد نظريًا، بل تحول إلى احتمال واقعي يجب الاستعداد له بشكل فوري، على مستوى الحكومات والشعوب.
نعم، تمتلك بعض دول المنطقة منشآت نووية مدنية لأغراض توليد الكهرباء أو الأبحاث، كما أن هناك دولًا يُشتبه في وجود منشآت عسكرية سرية لديها، وهو ما يزيد المخاوف في حالات الحروب أو الاضطرابات السياسية.
وتتزايد التهديدات في حالتين:
استهداف متعمد لهذه المنشآت خلال النزاعات المسلحة.
فقدان السيطرة على نظم التبريد والرقابة نتيجة انقطاع الكهرباء أو انسحاب العاملين منها.
في الحالتين، يؤدي ذلك إلى تسريبات إشعاعية، بعضها لا يظهر بشكل فوري بل تتراكم آثاره ببطء، مثلما حدث في كارثة فوكوشيما أو تشيرنوبل.
التسرب النووي هو خروج إشعاعات ضارة من مفاعل أو مخزن نووي إلى البيئة المحيطة. هذه الإشعاعات، مثل اليود المشع والسيزيوم، يمكن أن:
تلوث الهواء والماء والتربة
تدخل إلى السلسلة الغذائية
تسبب أمراضًا خطيرة مثل السرطان والعقم والتشوهات الخلقية
تظل آثارها لسنوات طويلة
ويزداد الخطر عندما تكون المنطقة مكتظة بالسكان أو تعتمد على الزراعة والري من مصادر قريبة من مناطق الخطر.
أشار عمرو أديب إلى أن "التحرك لازم يكون جماعي"، داعيًا إلى ما يلي:
وضع خطط طوارئ إقليمية للتعامل مع الكوارث النووية
إنشاء مراكز مراقبة بيئية مستقلة
تفعيل دور منظمة الصحة العالمية وهيئات الأمم المتحدة في دعم الاستعدادات
توفير أدوات قياس الإشعاع للمزارعين وسكان المناطق القريبة من أي منشأة نووية
كما أبدى اندهاشه من غياب أي حوار مجتمعي أو إعلامي موسع حول هذه القضية، على الرغم من خطورتها الشديدة.
شدد الإعلامي الشهير على أن الإعلام له دور محوري في:
تبسيط المفاهيم المعقدة مثل الإشعاع والمفاعلات
توضيح الإجراءات الوقائية للمواطنين
كشف أي تقصير محتمل في الصيانة أو الرقابة
الضغط من أجل وجود قوانين صارمة لمراقبة المنشآت
وقال أديب:
"مش لازم نستنى الكارثة علشان نبتدي نتحرك... الوعي هو خط الدفاع الأول".
نعم، هناك عدة حوادث عالمية شهيرة تؤكد مدى فداحة الخطر، مثل:
تشيرنوبل (1986): أسوأ حادث نووي في التاريخ، تسبب في آلاف الوفيات وملايين الإصابات على المدى الطويل.
فوكوشيما (2011): زلزال وموجات تسونامي ضربت محطة نووية في اليابان، وأدت إلى تلوث بحري واسع النطاق.
هذه الحوادث دفعت عدة دول، خاصة في أوروبا، إلى إغلاق مفاعلاتها تدريجيًا، والتوجه نحو الطاقة النظيفة.
من حيث الموقع الجغرافي، فإن مصر بعيدة نسبيًا عن بؤر التوترات المسلحة، ولكن:
الرياح الإشعاعية لا تعترف بالحدود، ويمكن أن تنتقل لمسافات طويلة.
السياحة والزراعة والمياه قد تتأثر في حال حدوث أي تسرب نووي قريب.
لذلك دعا بعض الخبراء إلى:
تعزيز التعاون مع وكالة الطاقة الذرية
بناء شبكة وطنية لرصد الإشعاعات
نشر الوعي بين المواطنين حول الإجراءات الوقائية في حالات الطوارئ النووية
في ضوء هذه التحذيرات، ظهرت دعوات من منظمات حقوقية وبيئية إلى:
التفاوض على اتفاقيات دولية جديدة تمنع استهداف المنشآت النووية حتى وقت الحرب
تعزيز دور الأمم المتحدة في حماية البنية التحتية الحساسة
إجراء تفتيش دوري على المفاعلات من خلال مراقبين دوليين
كما ناشد البعض إنشاء مراكز علاج إشعاعي في الدول العربية، لتكون جاهزة في حال وقوع كوارث لا قدر الله.
علينا أن نتحول من حالة اللامبالاة إلى الاستعداد الحقيقي، ومن التهوين إلى التأهب العلمي والبيئي، فالكوارث النووية لا تنتظر إذنًا قبل أن تقع.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt