مع اقتراب نهاية فصل الصيف، تترقب الأسر المصرية إعلان وزارة التربية والتعليم حول موعد بداية العام الدراسي الجديد 2024-2025، والذي يمس ملايين الطلاب والمعلمين وأولياء الأمور في كافة المراحل التعليمية. وفي بيان هام صادر عن الوزارة، تم حسم الجدل أخيرًا بشأن توقيت بدء الدراسة، بعد حالة من الترقب والتساؤلات على مدار الأسابيع الماضية.
البيان جاء ليحدد موعدًا رسميًا ونهائيًا، ويوضح فلسفة الوزارة في تحديد توقيت بداية العام، إلى جانب عدد من التوجيهات والتعليمات الجديدة المرتبطة بالتقويم الدراسي، والجاهزية للانطلاق الفعلي للعام المقبل.
وفقًا لما أُعلن رسميًا، فقد تم تحديد موعد بداية الدراسة في المدارس الحكومية والخاصة والدولية ليكون في:
السبت الموافق 21 سبتمبر 2024.
ويشمل هذا الموعد انطلاق الدراسة في المدارس الابتدائية والإعدادية والثانوية، إلى جانب رياض الأطفال والتعليم الفني، مع إمكانية تعديل التواريخ لبعض المدارس الدولية وفقًا لجداولها الخاصة.
هذا الموعد يأتي بعد تنسيق كامل بين وزارة التربية والتعليم وبين المجلس الأعلى للتعليم قبل الجامعي، بهدف التوفيق بين التقويم الدراسي ومراعاة العطلات الرسمية وظروف المدارس المختلفة في المحافظات.
أوضحت وزارة التعليم أن اختيار موعد 21 سبتمبر كبداية للعام الدراسي لم يكن عشوائيًا، بل تم وفق عدة اعتبارات، من أبرزها:
منح الطلاب والمعلمين إجازة صيفية كافية بعد عام دراسي مزدحم وطويل.
منح المدارس الوقت الكافي للصيانة والتجهيز قبل استقبال الطلاب.
الانتهاء من نتائج التنسيق لصفوف النقل والشهادات العامة حتى لا يحدث تداخل بين المراحل الدراسية.
تجنب التعارض مع الأعياد الرسمية أو المناسبات القومية.
وأكدت الوزارة أن بداية العام الدراسي في هذا التوقيت تضمن أقصى درجات الاستعداد النفسي واللوجستي للمعلمين والطلاب وأولياء الأمور.
أعلنت الوزارة أيضًا ملامح التقويم الدراسي الكامل للعام 2024-2025، والذي جاء كالتالي:
بداية الفصل الدراسي الأول: 21 سبتمبر 2024
نهاية الفصل الدراسي الأول: 30 يناير 2025
إجازة نصف العام: من 1 فبراير حتى 13 فبراير 2025
بداية الفصل الدراسي الثاني: 15 فبراير 2025
نهاية العام الدراسي: 29 يونيو 2025
وبهذا يمتد العام الدراسي إلى ما يقارب 35 أسبوعًا فعليًا، موزعة بين الفصلين الدراسيين، مع احتساب أيام الامتحانات.
تحرص وزارة التربية والتعليم على بدء العام الدراسي وسط منظومة تعليمية أكثر تطورًا واستعدادًا، حيث تم اتخاذ عدة خطوات هامة تشمل:
تدريب المعلمين على المناهج الجديدة والتقويم التربوي.
إطلاق منصات تعليمية إلكترونية جديدة لدعم التعليم المدمج.
توفير الكتب الدراسية قبل بدء الدراسة بوقت كافٍ.
إجراء صيانة شاملة للمدارس ورفع كفاءة المباني.
متابعة جاهزية المدارس في القرى والمناطق النائية.
كما شددت الوزارة على المديريات التعليمية بسرعة الانتهاء من أعمال التسكين والنقل والترقيات قبل بدء الدراسة.
أصدرت وزارة التعليم مجموعة من التعليمات الموجهة لجميع المديريات التعليمية، أهمها:
الالتزام بالخريطة الزمنية المعلنة دون تعديل محلي.
عدم السماح بفتح أبواب المدارس أمام الدروس الخصوصية.
إعداد خطة متابعة يومية لأداء المعلمين داخل الفصول.
تشديد الرقابة على الانضباط داخل المدارس.
توفير بيئة آمنة وصحية للطلاب والمعلمين.
وأكدت الوزارة أنها ستُجري جولات ميدانية مفاجئة على المدارس خلال الأسبوع الأول من العام الدراسي.
يشهد العام الدراسي الجديد استكمال تنفيذ خطة تطوير المناهج الدراسية، التي بدأت تدريجيًا منذ عام 2019، حيث سيتم:
تطبيق منهج "التعليم من أجل الحياة" على الصف السادس الابتدائي لأول مرة.
توسيع تجربة التعليم التكنولوجي والتفاعلي في المرحلة الإعدادية.
تحديث مناهج المواد الثقافية في التعليم الفني.
التركيز على المهارات الحياتية ومهارات التفكير النقدي.
ويُنتظر أن يكون العام الدراسي 2024-2025 خطوة متقدمة نحو تحقيق رؤية التعليم 2030.
جاء رد فعل أولياء الأمور والطلاب متفاوتًا بعد إعلان موعد بداية العام الدراسي:
البعض عبّر عن ارتياحه للموعد الذي يمنح فرصة كافية للراحة بعد عام شاق.
آخرون أبدوا رغبتهم في تأخير الدراسة أكثر خاصة في ظل ارتفاع درجات الحرارة في سبتمبر.
البعض طالب بدمج الدراسة المبكرة بالتعليم الإلكتروني لتقليل مشقة الحضور في الأيام الأولى.
ومع ذلك، اتفق أغلب أولياء الأمور على أهمية تحديد موعد واضح يساعدهم في تنظيم التزاماتهم وتحضير أبنائهم نفسيًا ودراسيًا.
أوصى عدد من الخبراء التربويين بضرورة دعم الطلاب نفسيًا قبل بداية العام الدراسي، عبر:
إعادة ضبط مواعيد النوم تدريجيًا.
ممارسة أنشطة تعليمية خفيفة لتنشيط العقل.
إجراء حوارات أسرية لتوضيح أهمية التعليم.
تحفيز الطفل على وضع أهداف واقعية للعام الجديد.
كما تم التنويه إلى أهمية تقليل ساعات استخدام الهاتف والألعاب الإلكترونية قبل العودة إلى المدرسة.
يمثل العام الدراسي الجديد 2024-2025 بداية مرحلة جديدة في مسيرة تطوير التعليم في مصر. فإلى جانب تحديد موعد انطلاق الدراسة بوضوح، فإن وزارة التعليم تعمل على خلق بيئة تعليمية أكثر فاعلية، ومناهج حديثة تواكب متطلبات العصر، مع تمكين المعلمين ودعم الطلاب نفسيًا وعلميًا.
البيان الأخير الصادر عن الوزارة لا يحدد فقط توقيتًا زمنيًا، بل يعكس التزامًا واضحًا بإصلاح المنظومة التعليمية وتحقيق نقلة نوعية في طريقة التعليم والتعلم. فكل التفاصيل التي أُعلنت تُشير إلى رغبة حقيقية في أن يكون هذا العام عامًا للتغيير الإيجابي والنجاح.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt