في مفاجأة سارة لعشاق القهوة، كشفت دراسة طبية حديثة أن تناول القهوة السوداء بانتظام قد يقلل من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، خاصة لدى النساء.
ووفقًا لما توصلت إليه نتائج التحليل، فإن القهوة، إذا ما تم تناولها دون إضافات مثل السكر أو الحليب، يمكن أن تلعب دورًا مهمًا في دعم التوازن الأيضي وتقليل احتمالات تطور المرض المزمن الذي يعاني منه الملايين حول العالم هذا الكشف الطبي يسلط الضوء من جديد على القهوة بوصفها مشروبًا يحمل فوائد صحية متعددة، خلافًا لما كان يُعتقد سابقًا عن ارتباطه بزيادة التوتر أو ارتفاع الضغط.
فكيف تساهم القهوة السوداء في حماية النساء من السكري؟ وما هي الكمية المناسبة للحصول على الفائدة دون ضرر؟
الدراسة التي أجريت على آلاف النساء في مراحل عمرية مختلفة، أظهرت أن من تناولن القهوة السوداء بمعدل 2 إلى 4 أكواب يوميًا كانت لديهن فرص أقل للإصابة بمرض السكر بنسبة تصل إلى 25% مقارنة بغيرهن.
واعتمد الباحثون في تحليلهم على:
تتبع العادات الغذائية للمشاركات لمدة تجاوزت 10 سنوات
قياس مؤشرات السكر في الدم ومقاومة الإنسولين
مقارنة النتائج بعوامل أخرى مثل الوزن، النشاط البدني، والعوامل الوراثية
وخلص الباحثون إلى أن مركبات القهوة مثل الكافيين وحمض الكلوروجينيك تلعب دورًا إيجابيًا في تحسين حساسية الجسم للإنسولين، وهو العامل الأساسي في الوقاية من النوع الثاني من مرض السكر.
ركّزت الدراسة على النساء لأسباب متعددة، أبرزها:
اختلاف التكوين الهرموني لديهن، مما يجعلهن أكثر عرضة لتقلبات السكر في الدم، خاصة بعد سن الأربعين
النساء أكثر عرضة للإصابة بسكر الحمل، والذي يُعد مؤشرًا قويًا لاحتمالية تطور السكر لاحقًا
تغيرات الوزن بعد الحمل والولادة تؤثر على مقاومة الجسم للإنسولين
نمط الحياة الأكثر إرهاقًا في بعض الحالات (موازنة العمل والمنزل) يرفع من مستويات التوتر، أحد محفزات السكري
وبالتالي، فإن تأثير القهوة قد يكون أكثر فعالية للنساء في مراحلهن العمرية المختلفة، مقارنة بالرجال.
أشارت الدراسة إلى أن الفائدة ترتبط بشكل مباشر بتناول القهوة السوداء فقط، أي دون إضافة:
السكر
المحليات الصناعية
الكريمة أو الحليب
النكهات الصناعية مثل الفانيليا أو الكراميل
وذلك لأن هذه الإضافات تزيد من السعرات الحرارية ومستوى الجلوكوز في الدم، وتُبطل تأثير المركبات المفيدة في القهوة.
لذا، ينصح الباحثون بتناول القهوة بصورتها الطبيعية النقية للحصول على الفائدة الصحية المرجوة.
بحسب التحليل، فإن تناول القهوة السوداء يساعد في:
ما يُسهم في تنظيم مستوى السكر في الدم، ويقلل فرص الإصابة بمقدمات السكري.
القهوة تحتوي على مضادات أكسدة قوية تقلل من الالتهاب، وهو أحد العوامل الرئيسية في تطور السكري.
حيث تلعب الكبد دورًا في تنظيم الجلوكوز، ويُعتقد أن القهوة تحسّن من إنزيمات الكبد المرتبطة بالاستقلاب.
تناول القهوة السوداء قد يُقلل الرغبة في تناول الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات، ما يدعم نظامًا غذائيًا متوازنًا.
أوصت الدراسة بعدم تجاوز 4 أكواب يوميًا من القهوة السوداء، بما يعادل:
نحو 400 ملليغرام من الكافيين يوميًا كحد أقصى
كوبًا واحدًا بعد كل وجبة، دون إضافة سكر
تجنب شرب القهوة في ساعات الليل لتفادي الأرق
وأكد الباحثون أن الاعتدال هو المفتاح، لأن الإفراط في الكافيين قد يؤدي إلى:
الأرق والتوتر
تسارع ضربات القلب
اضطرابات المعدة
ارتفاع ضغط الدم في بعض الحالات
رغم فوائدها، إلا أن بعض الأشخاص يجب أن يتعاملوا بحذر مع القهوة، مثل:
النساء الحوامل: يُفضل تقليل الكمية إلى كوب واحد يوميًا
مرضى القولون العصبي: لأن الكافيين قد يُحفز الأعراض
أصحاب مشاكل القلب: خاصة من يعانون من اضطراب في النبض
مرضى الضغط المرتفع غير المستقر
ويُفضل استشارة الطبيب المختص قبل إدخال القهوة السوداء ضمن الروتين الغذائي اليومي لهؤلاء.
تفاعل عدد من خبراء التغذية في مصر مع نتائج الدراسة، وأكدوا على:
ضرورة التحول التدريجي نحو القهوة السوداء بدلاً من المشروبات المحلاة
أهمية الابتعاد عن القهوة الفورية المضاف إليها مبيض أو سكر
دمج القهوة ضمن نظام غذائي صحي متوازن، مع تقليل السكريات والنشويات
تشجيع النساء على استخدام القهوة كوسيلة لتحسين الصحة بدلًا من الاعتماد على المكملات الصناعية
وأشار أحد المتخصصين إلى أن تناول القهوة على معدة ممتلئة أو بعد الوجبات أفضل من شربها على الريق، لتقليل التأثير الحمضي على المعدة.
إليك بعض التوصيات عند اتخاذ القهوة السوداء كجزء من روتينك الصحي:
ابدأ بكميات صغيرة إذا لم تكن معتادًا عليها
استخدم أنواعًا جيدة من البن المطحون الطازج
لا تُضف السكر أو أي نكهات مصنعة
اختر طرق تحضير خفيفة مثل الفلتر أو الفرنش برس
اشربها دافئة لا ساخنة جدًا
راقب استجابة جسمك، خاصة إذا شعرت بخفقان أو توتر
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt