مع اقتراب موسم الحج 2025، تكثر الأسئلة من النساء الراغبات في أداء المناسك عن محظورات الحج الخاصة بهنّ، وما يجب الالتزام به من الناحية الشرعية أثناء هذه الرحلة المقدسة. وفي هذا السياق،
أوضحت أمينة الفتوى بدار الإفتاء المصرية أهم الأحكام المرتبطة بالمرأة خلال فترة الإحرام وأداء مناسك الحج، مؤكدة أن هناك عددًا من المحظورات التي يجب مراعاتها حتى لا يُفسد الحاج أو الحاجة نسكهم.
وقد جاءت هذه التصريحات ضمن الردود الرسمية على استفسارات تقدم بها عدد من النساء عبر المنصة الإلكترونية للدار، والتي تشهد إقبالًا متزايدًا مع بدء ترتيبات السفر إلى الأراضي المقدسة.
قبل استعراض ما يخص المرأة تحديدًا، أوضحت أمينة الفتوى أن محظورات الإحرام هي الأمور التي يُمنع المسلم من فعلها بمجرد نيته الدخول في النسك، وارتدائه لملابس الإحرام، سواء كان حجًا أو عمرة، وتشمل الرجال والنساء معًا.
وتنقسم هذه المحظورات إلى:
محظورات عامة للرجال والنساء
محظورات خاصة بكل جنس
ومحظورات تتعلق بالحالة الصحية أو النية
تشمل هذه المحظورات الأمور التالية:
قصّ الشعر أو الأظافر أثناء الإحرام
وضع العطر على البدن أو الملابس
مباشرة النساء أو الجماع
التعرض للصيد أو قتل الحيوانات البرية
لبس المخيط للرجال (بينما لا ينطبق هذا على النساء)
تغطية الرأس للرجال وتغطية الوجه للنساء (بحسب بعض المذاهب)
أوضحت أمينة الفتوى أن هناك ضوابط خاصة بالمرأة يجب الالتزام بها أثناء الإحرام، وجاءت أبرز المحظورات كالتالي:
وهو حكم ثابت في المذاهب الفقهية، لحديث النبي ﷺ: "لا تنتقب المرأة، ولا تلبس القفازين وهي محرمة". ويُقصد به عدم تغطية الوجه بلباس مخصص لذلك، ولكن يجوز لها تغطية الوجه بغير النقاب مثل إسدال الطرحة أو غطاء الرأس على وجهها عند الحاجة، خاصة في الأماكن المزدحمة.
بما في ذلك مزيلات العرق المعطرة أو كريمات البشرة ذات الروائح، إذ يجب أن يكون بدنها وملابسها خالية من الروائح النفاذة، ويُستحب لها الامتناع عن التزين الكامل خلال الإحرام.
ويشمل هذا قص أي جزء من شعر الرأس أو الحاجبين أو الجسم بعد الإحرام، حتى تتحلل من النسك.
إلا لعذر شرعي واضح، ويجب أن تكون على دراية تامة بنوع النسك (إفراد – قران – تمتع) عند الإحرام.
مثل تلوين الحواجب أو استخدام أدوات المكياج الثابت خلال الإحرام، إذ يُعد ذلك من الزينة المرفوضة في هذا السياق.
نعم، ارتداء الحجاب واجب على المرأة في الحج كما في غيره، لكن دون أن تُغطي وجهها بالنقاب كما سبق التوضيح. ويجب أن يكون الحجاب ساترًا وفضفاضًا وألا يحتوي على زينة أو ألوان ملفتة.
أوضحت دار الإفتاء أن استخدام الكمامة الطبية للضرورة (خاصة في أوقات الأمراض المعدية أو الزحام الشديد) لا يُعد محظورًا، بشرط أن يكون ذلك للوقاية وليس للتزين.
وقد أُجيز ارتداء الكمامات في الحج في حالات الضرورة، لا سيما عند وجود تعليمات صحية أو التزام بالضوابط العامة من الجهات المنظمة.
إلى جانب المحظورات، أوصت أمينة الفتوى النساء بالالتزام بعدد من الآداب والسنن أثناء الحج، منها:
خفض الصوت في الطواف والسعي
عدم المزاحمة في الزحام والحرص على السلامة
الحرص على الصحبة النسائية الآمنة أو المحرم
عدم التبرج أو لفت الأنظار أثناء المناسك
أداء الصلاة في أوقاتها داخل الحرم أو الساحات المخصصة
كما شددت على ضرورة التحقق من مواعيد مناسك الحج بالتفصيل، ومعرفة فقه النسك الخاص بالمرأة، مثل الطواف حال الحيض، أو الجمع بين الصلوات.
أجابت أمينة الفتوى على هذا السؤال المتكرر، موضحة أن:
الحائض لا تُؤدي الطواف حتى تطهر
يجوز لها أداء باقي المناسك من إحرام وسعي ووقوف بعرفة
إذا لم تطهر حتى مغادرة مكة، فإن الفقهاء أجازوا لها الطواف في بعض الحالات الخاصة مع اتخاذ الاحتياطات (على المذهب الحنفي)
وتم التأكيد على ضرورة استشارة بعثة الفتوى أو المرشدات الدينيات في مثل هذه الحالات.
أشارت دار الإفتاء إلى أن ارتكاب محظور من محظورات الإحرام دون عذر يستوجب فدية، وهي غالبًا:
ذبح شاة في مكة وتوزيعها على الفقراء
أو صيام 3 أيام لمن لا يستطيع الذبح
أو إطعام 6 مساكين لكل مسكين نصف صاع (أي ما يقارب كيلو ونصف من الطعام)
ويُستثنى من ذلك ما كان بعذر أو نسيان، ففيه خلاف فقهي.
في ختام التوضيح، وجهت أمينة الفتوى رسالة للنساء المقبلات على أداء الفريضة هذا العام:
"كوني على يقين أن الحج عبادة قلبية وسلوك تعبدي راقٍ، التزمي بالتعليمات الشرعية، وتجنبي كل ما يُخالف روح النسك، فأنتِ في ضيافة الرحمن."
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt
