في حادثة مثيرة للجدل، ألقت الأجهزة الأمنية في محافظة الغربية القبض على محمد بسطويسي، العامل الذي تعرض لهجوم نمر في سيرك طنطا الشهير، بتهمة تقديم بلاغ كاذب.
كانت حادثة هجوم النمر قد حدثت في وقت سابق، وتعرض خلالها بسطويسي لإصابات خطيرة استدعت إجراء عمليات جراحية كبيرة. لكن بعد مرور أشهر على الحادث.
تبين أن بلاغه لم يكن صحيحًا، مما دفع السلطات للتحقيق معه في قضية البلاغ الكاذب. في هذا المقال، نستعرض تفاصيل الحادثة، التحقيقات، ردود الأفعال، والتداعيات القانونية التي تلت هذه القضية.
في بداية سبتمبر 2023، أثناء تقديم عرض في سيرك طنطا بمحافظة الغربية، تعرض محمد بسطويسي لهجوم مفاجئ من نمر مفترس أثناء مشاركته في العرض. الحادث أسفر عن إصابته بجروح خطيرة، حيث تم بتر ذراعه الأيسر بسبب شدة الهجوم. كانت هذه الحادثة حديث وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي في مصر، وتسببت في حالة من الصدمة لدى الجمهور والمتابعين، الذين عبّروا عن تعاطفهم مع بسطويسي.
بعد الحادث، تقدم بسطويسي ببلاغ رسمي إلى السلطات، وأوضح في بلاغه أنه تعرض لهجوم من النمر أثناء تأدية عمله في السيرك. لكن التحقيقات الأولية أظهرت أن هناك تناقضات في تفاصيل البلاغ المقدم. ورغم أن جميع الأدلة تشير إلى أن الحادث كان نتيجة هجوم حيواني خلال العرض، ظهرت تفاصيل جديدة تجعل السلطات تشك في مصداقية البلاغ.
في وقت لاحق، تقدّم بسطويسي ببلاغ آخر يُفيد بتعرضه لحادث سرقة، حيث ادعى أن شخصين كانا على متن توك توك قد اعترضوا طريقه، وقاموا بسرقة حقيبته التي تحتوي على أوراق رسمية وتقارير طبية. وأضاف في بلاغه أنه تعرض للضرب من قبل الجناة، لكن بعد إجراء التحقيقات، تبين أن هذا البلاغ كاذب ولا يستند إلى حقيقة.
تمكنت الأجهزة الأمنية من إجراء تحريات موسعة حول الحادث، وتبين أن الحادث الذي وقع لم يكن حادث سرقة كما ادعى بسطويسي، بل كان حادث مروري بسيط وقع أثناء سيره على دراجته النارية. لكن بسطويسي قدم بلاغًا كاذبًا لإخفاء الحقائق أو تغيير سير التحقيقات. بعد فحص كاميرات المراقبة والتحقيق مع الشهود، تبين أن الحادث لم يكن متعمدًا وأنه لا يوجد أي علاقة بين الحادث والسرقة المزعومة.
بعد جمع الأدلة والشهادات، تم القبض على بسطويسي بتهمة تقديم بلاغ كاذب. تم عرضه على النيابة العامة للتحقيق في البلاغ الكاذب المقدم ضد الجناة المزعومين. ويُتوقع أن يواجه بسطويسي عقوبات قانونية بسبب هذه الجريمة.
تُعد جريمة البلاغ الكاذب من الجرائم التي يعاقب عليها القانون في مصر. بموجب المادة 305 من قانون العقوبات المصري، فإن كل من يقدّم بلاغًا كاذبًا للجهات المختصة قد يُعاقب بالحبس أو الغرامة. وقد تصل عقوبة البلاغ الكاذب إلى السجن لمدة تصل إلى سنتين، أو غرامة مالية تصل إلى 500 جنيه.
في حالة بسطويسي، من المحتمل أن تتم محاكمته بتهمة تقديم بلاغ كاذب، خاصةً أن النيابة العامة ستستند إلى الأدلة المتوفرة من كاميرات المراقبة والتحقيقات التي تؤكد عدم صحة البلاغ المقدم.
بسبب البلاغ الكاذب الذي قدّمته بسطويسي، قد يكون عليه دفع تعويضات للأشخاص الذين تم إلحاق الضرر بهم بسبب هذه الادعاءات الكاذبة. علاوة على ذلك، قد يُطالب بتقديم اعتذار علني، خاصة في حال التأثير السلبي على سمعة الأشخاص المعنيين في القضية.
أثار خبر القبض على بسطويسي ضجة واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تباينت الآراء حول تصرفه. فقد عبّر بعض الأشخاص عن استيائهم من تقديم بلاغ كاذب، مؤكدين على ضرورة تحري الدقة والصدق في البلاغات المقدمة للسلطات. في المقابل، أعرب آخرون عن تعاطفهم مع بسطويسي، مشيرين إلى أنه قد يكون تعرض لضغوط نفسية شديدة بعد الحادث الذي كاد أن يُودي بحياته.
وسائل الإعلام بدورها كانت شديدة التركيز على القضية منذ بدايتها، وأوضحت تطورات التحقيقات والأدلة التي ظهرت بشكل متسلسل. استضافت العديد من البرامج التليفزيونية المحللين القانونيين والطبيين للحديث عن التفاصيل القانونية المتعلقة بجريمة البلاغ الكاذب وآثارها القانونية.
من المتوقع أن تستمر التحقيقات مع بسطويسي، وأن يتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ضده إذا ثبت أنه قدم بلاغًا كاذبًا. وقد تشمل هذه الإجراءات محاكمته أمام محكمة الجنح في مصر، حيث سيُنظر في القضية بشكل دقيق.
من المتوقع أيضًا أن تؤثر هذه القضية على سمعة بسطويسي في الأوساط الإعلامية والشعبية، حيث قد يكون لهذا البلاغ الكاذب تداعيات سلبية على مسيرته المهنية.
قد تؤثر هذه الواقعة على سمعة سيرك طنطا، خاصة أن الحادثة كانت قد لفتت الأنظار إلى دور السيرك في تأمين سلامة العاملين. من المحتمل أن يتم تشديد إجراءات السلامة في السيرك وتقديم تدريب إضافي للعاملين لضمان عدم حدوث حوادث مماثلة في المستقبل.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt