مع اقتراب عيد الأضحى المبارك لعام 2025، تصدر الهيئة العامة للأرصاد الجوية في مصر سلسلة من التحذيرات المتعلقة بحالة الطقس، خاصة مع دخول شهر بؤونة الذي يُعد من أكثر الشهور حرارة في السنة. وتأتي هذه التحذيرات ضمن خطة الدولة للاستعداد لفترة العيد وضمان سلامة المواطنين، سواء خلال التنقلات أو الأضاحي أو الرحلات.
وبحسب خبراء الأرصاد، فإن البلاد ستشهد ارتفاعًا ملحوظًا في درجات الحرارة خلال أيام العيد، مع نشاط للرياح المثيرة للأتربة في بعض المناطق، إلى جانب تحذيرات بشأن التعرض لأشعة الشمس المباشرة لفترات طويلة.
في هذا التقرير، نرصد تفاصيل الطقس في عيد الأضحى 2025، ونستعرض توقعات الخبراء، وتحذيرات الأرصاد، ونصائح للمواطنين لتفادي أية مخاطر صحية.
شهر بؤونة، الذي يتزامن مع يونيو ويوليو وفقًا للتقويم الميلادي، يُعرف في الموروث الشعبي بأنه شهر الشمس الحارقة والعطش الشديد. ويقول المصريون عنه: "بؤونة الحجر يسيح في السكونة"، إشارة إلى ارتفاع درجات الحرارة لمستويات قياسية.
هذا الشهر يشهد ذروة الصيف في مصر، ويصاحبه عادة تصاعد في معدلات الرطوبة ودرجات الحرارة التي تؤثر على كافة مناحي الحياة، من الزراعة وحتى الأنشطة اليومية.
ومع حلول عيد الأضحى في النصف الثاني من يونيو 2025، فإن الأجواء المناخية ستكون متأثرة ببداية هذا الشهر، ما يضع تحديات كبيرة أمام الجميع.
بحسب البيانات الأولية للهيئة العامة للأرصاد، تشير التوقعات إلى أن درجات الحرارة خلال أيام عيد الأضحى الأربعة ستتراوح كالتالي:
القاهرة الكبرى: العظمى من 36 إلى 39 درجة مئوية، والصغرى بين 24 و26 درجة.
الوجه البحري: درجات مشابهة للقاهرة مع ارتفاع طفيف في نسبة الرطوبة.
السواحل الشمالية: العظمى من 30 إلى 32 درجة، مع نسمات هواء منعشة في الفترات المسائية.
جنوب البلاد (الأقصر وأسوان): العظمى قد تتجاوز 44 درجة مئوية، مع أجواء شديدة الحرارة نهارًا.
شمال الصعيد: من 40 إلى 42 درجة مئوية.
ووفقًا للهيئة، فإن البلاد ستشهد أيضًا نشاطًا نسبيًا للرياح الشمالية الغربية على بعض المناطق، ما يُخفف من الإحساس بالحرارة في بعض الأوقات، لكنه قد يؤدي إلى إثارة الأتربة في بعض المناطق المكشوفة.
أكدت الهيئة أن أكثر الفئات عرضة للمخاطر هم كبار السن، والأطفال، والمرضى الذين يعانون من أمراض القلب أو الجهاز التنفسي. كما يُنصح الصائمون في يوم عرفة، والذي سيكون يوم السبت 14 يونيو 2025، بتجنب الخروج من المنازل أو الوقوف تحت أشعة الشمس المباشرة لفترات طويلة.
وقالت الهيئة إن "ضربات الشمس" و"الإجهاد الحراري" هما أكبر خطرين خلال هذه الفترة، وأوصت باستخدام المظلات الشمسية، والإكثار من شرب المياه بعد الذبح أو الصلاة، وارتداء الملابس القطنية الفاتحة.
من المتوقع أن يكون طقس صباح يوم النحر (الأحد 15 يونيو 2025) معتدلًا نسبيًا في الساعات الأولى من النهار، مع درجات حرارة تدور حول 28-30 درجة مئوية عند الفجر، لكنها تبدأ بالارتفاع تدريجيًا بعد الساعة 8 صباحًا.
لذلك تنصح الأرصاد بأداء صلاة العيد في أماكن ظليلة قدر الإمكان، واصطحاب الأطفال بحذر، وتجنب اصطحاب كبار السن الذين يعانون من مشاكل صحية.
وجهت وزارة الزراعة بالتعاون مع الهيئة العامة للخدمات البيطرية تعليمات مشددة للمواطنين بضرورة سرعة ذبح الأضاحي بعد الصلاة مباشرة وتخزين اللحوم بطريقة صحيحة، في ظل الارتفاع المتوقع في درجات الحرارة.
وأكدت الوزارة أن تأخير الذبح أو ترك اللحوم لفترات طويلة في الهواء الطلق قد يؤدي إلى تلفها بسرعة، مما يعرض حياة المواطنين للخطر.
كما تم التنسيق مع المحافظات لتوفير أماكن لذبح الأضاحي تحت إشراف بيطري، حرصًا على الصحة العامة، وتقليل التلوث البيئي الناتج عن الذبح العشوائي في الشوارع.
وضعت الحكومة خطة طوارئ بالتنسيق بين وزارات الصحة، والداخلية، والتنمية المحلية، والأوقاف، لمتابعة الحالة الجوية والتعامل مع أية تطورات.
وتضمنت الخطة:
توفير سيارات إسعاف إضافية قرب ساحات صلاة العيد.
توجيه المساجد بتقليل مدة الخطبة لتجنب تعرض المصلين لأشعة الشمس.
متابعة أعمدة الإنارة والمراوح في المساجد الكبرى.
نشر فرق الطوارئ في أماكن الذبح والأسواق.
تشديد الرقابة على تخزين اللحوم وتوزيعها في المؤسسات الخيرية.
حرصًا على سلامة المواطنين، أصدرت وزارة الصحة عدة توصيات للتعامل مع موجة الحر المرتقبة:
شرب كميات كبيرة من الماء على مدار اليوم.
تجنب المشي لمسافات طويلة وقت الظهيرة.
استخدام واقٍ للشمس عند الخروج.
الابتعاد عن أماكن الذبح في الشوارع.
ارتداء قبعات أو غطاء رأس عند التواجد بالخارج.
تبريد اللحوم فورًا بعد الذبح وتفادي تركها في الهواء.
يتوقع خبراء الأرصاد استمرار الموجة الحارة حتى نهاية شهر يونيو، مع احتمالية حدوث بعض الانخفاضات الطفيفة مع بداية يوليو. ويرتبط ذلك بالحزام المداري الذي يمتد فوق شمال إفريقيا، ويؤثر على شمال مصر بارتفاع درجات الحرارة وزيادة الرطوبة.
وقد أكد خبراء الطقس أن هذه الأجواء ليست استثنائية، بل تأتي ضمن النطاق المناخي الطبيعي لمصر خلال شهر بؤونة، ولكن ما يميز صيف هذا العام هو "الاستمرار الزمني" لفترات الحر دون انقطاع ملحوظ.
مع حلول عيد الأضحى 2025 في توقيت شديد الحرارة، يجب أن تتسم الاحتفالات بالحذر والتنظيم. فالتوعية بطقس بؤونة ودرجات الحرارة المرتفعة قد تحمي الكثير من المخاطر الصحية التي قد تفسد فرحة العيد.
وعلى الرغم من أن درجات الحرارة المرتفعة جزء من مناخ مصر المعتاد، فإن السلوك الواعي والالتزام بالتعليمات الصادرة عن الجهات الرسمية هو السبيل لضمان سلامة الجميع في عيد الأضحى.
هل تودّ أن أرسل لك المقالة في ملف Word أو Excel منسق؟
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt