تلقى نادي الزمالك ضربة قوية خلال فترة الانتقالات الصيفية الجارية، بعد إعلان أحد الأندية البرازيلية التعاقد الرسمي مع اللاعب فينيسيوس كارلوس، والذي كان على رأس قائمة الصفقات المنتظرة من قبل إدارة النادي، وتحديدًا بدعم مباشر من ممدوح عباس، الرئيس الأسبق للنادي، والذي كان يسعى لدعم الفريق الهجومي بلاعب أجنبي بمواصفات متميزة.
وبهذا الإعلان المفاجئ، يكون الزمالك قد فقد واحدًا من الأهداف الرئيسية في سوق الانتقالات، ما يُلقي بظلاله على تحركات الإدارة في بناء فريق قوي قادر على المنافسة في الموسم الجديد.
كان اللاعب أحد أبرز الأهداف لتدعيم الخط الأمامي للفريق، في ظل النقص العددي الكبير الذي يُعاني منه الزمالك في مركز المهاجم، بعد رحيل عدد من اللاعبين، وتراجع مستوى البعض الآخر.
أعلن نادي "أفاي" البرازيلي، أحد أندية الدرجة الأولى، عن تعاقده مع فينيسيوس كارلوس بعقد يمتد حتى عام 2027، وذلك عبر بيان رسمي تم نشره على الموقع الإلكتروني للنادي، وشبكاته الرسمية.
ووفقًا لما تم إعلانه، فإن الصفقة تم حسمها خلال الأسبوع الأخير، بعد مفاوضات قصيرة بين النادي ووكيل اللاعب، وتم الاتفاق على كافة البنود المالية والإدارية، ليتم توقيع العقود وإجراء الكشف الطبي.
هذا الإعلان شكّل مفاجأة لإدارة الزمالك، التي كانت تعتقد أنها اقتربت من ضم اللاعب بشكل رسمي، خاصة في ظل التقارير التي كانت تُشير إلى رغبة كارلوس في خوض تجربة احترافية خارج البرازيل، وتحديدًا في قارة أفريقيا عبر بوابة الدوري المصري.
وفقًا لمصادر مطلعة داخل نادي الزمالك، فإن المفاوضات مع فينيسيوس كارلوس كانت قد وصلت لمراحل متقدمة، وتم الاتفاق المبدئي على البنود المالية، إلا أن بعض التفاصيل الخاصة بطريقة السداد والشرط الجزائي حالت دون توقيع العقود.
وبينما كان الزمالك ينتظر رد اللاعب ووكيله على العرض النهائي، تفاجأت الإدارة بإعلان النادي البرازيلي الصفقة، مما كشف عن وجود تواصل مزدوج من جانب وكيل اللاعب، وهو ما أثار حالة من الاستياء داخل القلعة البيضاء.
المصادر ذاتها أكدت أن الزمالك لم يكن يتوقع تدخل طرف آخر في الصفقة، خاصة وأن كل المؤشرات كانت تُشير إلى قبول اللاعب للعرض الأبيض، بعد أن تم إرسال نسخة من العقود قبل أيام فقط.
يُعد ممدوح عباس أحد أبرز الداعمين لتحركات الزمالك مؤخرًا في سوق الانتقالات، وذلك في إطار محاولات تحسين صورة النادي وتدعيم الفريق الأول بعناصر جديدة تُعيد التوازن للفريق.
وكان عباس قد أبدى اهتمامًا خاصًا بصفقة فينيسيوس كارلوس، نظرًا لقناعته بإمكانيات اللاعب الفنية، وقدرته على تقديم الإضافة المطلوبة لخط الهجوم، لا سيما بعد الانتقادات المتكررة التي طالت أداء المهاجمين خلال الموسم الماضي.
وقد تكفّل عباس بجزء من تمويل الصفقة، وأجرى عدة اتصالات لدفع التفاوض قدمًا، ما جعل الخبر صادمًا له شخصيًا، خاصة مع ارتباط اسمه مباشرة بهذه الصفقة.
غياب اللاعب عن حسابات الفريق سيجبر الإدارة على التحرك السريع للبحث عن بديل، خاصة وأن الموسم على الأبواب، والفريق بحاجة لتدعيم عاجل في أكثر من مركز، على رأسها المهاجم والجناح الأيمن ولاعب الارتكاز.
كما أن فقدان هذه الصفقة يؤثر على الصورة العامة أمام الجماهير، التي تنتظر تحركات قوية تُعيد الفريق للمنافسة على البطولات المحلية والقارية.
جاءت ردود فعل جماهير الزمالك غاضبة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتبر كثيرون أن إدارة النادي أخفقت مجددًا في حسم صفقة كانت في المتناول، وتكررت نفس الأخطاء المتعلقة بالتفاوض والتأخير في الردود الرسمية.
كما وجّه البعض انتقادات حادة لوكيل اللاعب، الذي اتهموه بعدم الالتزام واللعب على أكثر من اتجاه بهدف تحقيق أكبر مكسب مادي، دون مراعاة للتفاوض القائم مع الزمالك.
فيما طالب آخرون الإدارة بسرعة إعلان خطة واضحة للتعاقدات الجديدة، وتقديم كشف حساب حقيقي عن تحركات سوق الانتقالات، خاصة وأن الجماهير فقدت الثقة في الوعود الإعلامية المتكررة.
بدأ الزمالك بالفعل في دراسة عدة بدائل للاعب فينيسيوس كارلوس، حيث يُجري مسؤولو التعاقدات اتصالات مكثفة مع وكلاء عدد من اللاعبين في أمريكا الجنوبية وأفريقيا، لتحديد اسم بديل يُمكن التفاوض معه بشكل سريع.
فشل الزمالك في حسم صفقة فينيسيوس كارلوس يعكس تحديات متراكمة يعاني منها النادي، بدءًا من ضعف القدرة التفاوضية، مرورًا بتأخر الردود الإدارية، وصولًا إلى غياب الخطة الواضحة في إدارة ملف التعاقدات.
ورغم الجهود التي تبذلها بعض الشخصيات مثل ممدوح عباس، إلا أن الأزمة تبدو أعمق من مجرد صفقة واحدة، إذ يحتاج النادي إلى هيكلة كاملة لطريقة التعامل مع اللاعبين المستهدفين، واعتماد آليات سريعة واحترافية في التفاوض.
كما أن فقدان مثل هذه الصفقات يضعف موقف الزمالك في المنافسة أمام الأندية الأخرى، التي باتت تتحرك بمرونة وسرعة في التفاوض والتوقيع.
لذا فإن ما حدث في صفقة كارلوس ليس مجرد خطأ عابر، بل مؤشر مهم على الحاجة لإعادة ترتيب البيت الأبيض من الداخل، إذا ما أراد النادي العودة إلى سابق عهده كمنافس قوي على البطولات المحلية والقارية.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt
