شهدت أسعار الدواجن البيضاء في مصر، وتحديدًا في بورصة الدواجن الرئيسية، حالة من الترقب خلال الأيام الماضية، مع ارتفاع في الطلب على اللحوم البيضاء كمصدر بروتين أرخص نسبيًا مقارنة باللحوم الحمراء. ومع حلول اليوم الجمعة 25 يوليو 2025، سجلت أسعار الفراخ البيضاء استقرارًا نسبيًا مع ميل طفيف للارتفاع في بعض المحافظات، نتيجة عوامل تتعلق بحجم المعروض، وكلفة الإنتاج، وظروف النقل.
ويأتي هذا التغير وسط متابعة دقيقة من شريحة واسعة من المواطنين، خاصة أن الفراخ البيضاء تعد من السلع الأساسية على مائدة الأسر المصرية، وهي الأكثر تداولًا بين الطبقة المتوسطة ومحدودي الدخل. كما أن أسعارها تؤثر بشكل غير مباشر في أسعار البيض، الفراخ البلدية، والكتاكيت، وبالتالي في مجمل قطاع الثروة الداجنة.
سجل سعر كيلو الفراخ البيضاء اليوم الجمعة 25-7-2025 في البورصة الرئيسية ما بين 63 إلى 65 جنيهًا في المزارع، بينما وصل السعر في الأسواق للمستهلك النهائي إلى من 70 إلى 75 جنيهًا للكيلو، بحسب كل محافظة، ونوعية الدجاج المعروض، وتكلفة النقل والتوزيع.
ويُذكر أن الأسعار شهدت استقرارًا على مدار اليومين الماضيين بعد موجة ارتفاع استمرت لعدة أيام نتيجة نقص المعروض من بعض المزارع المتوسطة، وارتفاع تكلفة الأعلاف التي تشكل المكون الأكبر في كلفة الإنتاج.
يُعد العلف المكوّن الأساسي في تربية الدواجن، ويمثل ما يزيد عن 70% من تكلفة الإنتاج. ومع ارتفاع أسعار الذرة والصويا في الأسواق العالمية، زادت تكلفة الأعلاف محليًا، ما انعكس مباشرة على أسعار الفراخ.
تشهد البلاد هذه الأيام موجة حارة شديدة أثرت على المزارع المفتوحة، وأدت إلى نفوق نسب من الدواجن، خاصة لدى المربين الصغار، ما أدى إلى انخفاض المعروض من الدواجن في السوق، وارتفاع الأسعار نسبيًا.
يُعد شهر يوليو من الأشهر التي يزداد فيها الإقبال على شراء الفراخ البيضاء، سواء للاستهلاك العائلي أو للمطاعم والفنادق، مما يرفع الضغط على البورصة ويرفع الأسعار بشكل طبيعي.
بعض المربين أوقفوا دورات التربية بسبب الخسائر السابقة أو ارتفاع أسعار الكتاكيت، مما أدى إلى انخفاض كمية الدواجن المعروضة في السوق هذا الأسبوع.
مع ارتفاع أسعار الوقود، ازدادت تكلفة نقل الفراخ من المزارع إلى منافذ البيع، مما انعكس بدوره على سعر البيع للمستهلك.
رغم أن البورصة تحدد متوسط السعر الأساسي من المزرعة، إلا أن السعر يختلف من محافظة لأخرى بحسب عوامل متعددة، منها:
بُعد المنطقة عن المزارع الكبرى.
تكلفة النقل والتبريد.
حجم الطلب في كل منطقة.
دور الوسطاء والتجار.
على سبيل المثال، قد يصل كيلو الفراخ في القاهرة الكبرى إلى 75 جنيهًا، بينما يباع في الوجه البحري بسعر أقل قليلًا، وقد يرتفع في بعض المناطق السياحية أو القرى النائية بسبب ارتفاع تكلفة النقل.
تتابع وزارة الزراعة والهيئة العامة للخدمات البيطرية تحركات أسعار الفراخ البيضاء بشكل يومي، خاصة في ظل الاضطرابات المتكررة التي يعاني منها قطاع الدواجن. وتسعى الدولة حاليًا إلى تنفيذ عدد من الإجراءات المهمة لضبط السوق، منها:
دعم استيراد الأعلاف وتوفيرها بسعر مناسب.
تشجيع التربية بنظام البوكسات المغلقة لمقاومة الحرارة.
دعم مربي الدواجن الصغار بقروض ميسرة.
تشديد الرقابة على الأسواق لمنع التلاعب بالأسعار.
دعم المجازر الآلية للتقليل من الفاقد وتحسين جودة المنتج.
يرى بعض الخبراء أن الأسعار قد تشهد استقرارًا أو انخفاضًا تدريجيًا في النصف الثاني من أغسطس المقبل، مع انتهاء موسم الصيف، وانخفاض درجات الحرارة، وبدء دورات تربية جديدة من الكتاكيت، بشرط أن:
لا تحدث موجات حر شديدة تؤثر على الإنتاج.
تنخفض أسعار الأعلاف عالميًا أو يتم دعم استيرادها.
يتحسن مستوى المعروض في السوق.
بينما يرى آخرون أن الأسعار ستظل مرتفعة ما لم يتم حل جذري لمشكلة الأعلاف والتقلبات الموسمية، مؤكدين أن الفراخ أصبحت سلعة استراتيجية، تستحق خطط دعم واضحة مثل الخبز والوقود.
مع ارتفاع الأسعار، ينصح بعض خبراء التغذية والاقتصاد المنزلي المواطنين بما يلي:
الشراء من المنافذ الحكومية مثل "أمان" و"تحيا مصر" و"المجمعات الاستهلاكية" التي تقدم أسعارًا مخفضة.
التخزين الذكي: يمكن شراء الفراخ وقت العروض وتخزينها في الفريزر لاستخدامها لاحقًا.
التنويع في مصادر البروتين: اللجوء للبقوليات والبيض والأسماك كبديل مؤقت.
المتابعة اليومية للأسعار عبر التطبيقات والمواقع المتخصصة لتحديد أفضل وقت للشراء.
أدى نقص الكتكوت الأبيض عمر يوم إلى إرباك دورة الإنتاج، حيث أحجم بعض المربين عن بدء دورات جديدة، خوفًا من تكبد الخسائر في ظل ارتفاع أسعار التربية. وقد سجل سعر الكتكوت اليوم ما بين 12 إلى 14 جنيهًا، بعد أن كان لا يتجاوز 6 جنيهات منذ أشهر قليلة.
وتحاول شركات الإنتاج الكبرى السيطرة على الأسعار من خلال العروض والدورات القصيرة، لكن صغار المربين ما زالوا يعانون من صعوبة تأمين الكتاكيت بسعر مناسب.
يُنتج قطاع الدواجن في مصر نحو 1.4 مليار طائر سنويًا.
يوفر هذا القطاع أكثر من 2.5 مليون فرصة عمل.
يُعد ثاني أكبر قطاع حيواني بعد قطاع الأبقار.
يُغطي أكثر من 95% من الاستهلاك المحلي، مما يقلل من الاستيراد.
ويبقى الأمل معقودًا على إجراءات الدولة، ووعي المستهلك، وتعاون جميع أطراف المنظومة للوصول إلى سوق منضبط، وأسعار عادلة، وبروتين آمن ومتوافر في متناول الجميع.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt