تعتبر الحج والعمرة من أعظم العبادات التي يؤديها المسلمون، وهي تمثل فرصة عظيمة للتقرب إلى الله سبحانه وتعالى.
لكن كثيرًا ما يتساءل البعض عن إمكانية أداء الحج أو العمرة نيابة عن الوالدين، خاصة إذا كانت الأم في صحة جيدة وغير مريضة.
في هذه المقالة، سنتناول حكم الشريعة الإسلامية في أداء الحج أو العمرة عن الوالدين، وكيفية القيام بذلك في حالات معينة، بالإضافة إلى الإجابة عن السؤال حول إمكانية أداء هذه الشعائر عن الأم في حال كانت صحية.
من المتعارف عليه في الشريعة الإسلامية أن الحج و العمرة من العبادات الشخصية التي يجب أن يؤديها المسلم بنفسه إذا كان قادرًا على ذلك. لكن الفقهاء قد تطرقوا إلى إمكانية أداء الحج أو العمرة نيابة عن الوالدين أو الأقارب في حالات معينة.
تقول الآراء الفقهية أنه يمكن أداء الحج أو العمرة عن الوالدين في حال كانا غير قادرين على القيام بذلك بسبب المرض أو الشيخوخة، وكان لديهما الرغبة في أداء هذه الشعيرة. لكن السؤال يظل قائمًا بالنسبة للأحياء الأصحاء، وخاصة في حالة الوالدة التي تتمتع بصحة جيدة.
في حالة الأم التي لا تعاني من مرض ولا يوجد مانع شرعي يجعلها غير قادرة على أداء الحج أو العمرة، يُعتبر الحج أو العمرة عن الأم غير واجب. لذلك، يجب على الأبناء أن يسعى كل واحد منهم إلى إقناع الأم بأداء هذه الشعيرة بنفسها، إذا كانت قادرة على ذلك جسديًا وماليًا.
هناك بعض الحالات التي قد تُجيز أداء العمرة أو الحج عن الأم رغم أنها ليست مريضة:
الظروف الخاصة: إذا كانت الأم عاجزة بشكل مؤقت عن السفر بسبب ظروف أخرى مثل السن الكبير أو التعب الشديد، فيمكن أن يُسمح للأبناء بأداء العمرة نيابة عنها.
الرغبة القوية للأبناء: إذا كانت الأم تُحب أن يؤدي أبناؤها الحج أو العمرة نيابة عنها في حالة لم تتمكن هي من الذهاب، فيمكن للمسلم أداء ذلك مع نية التبرع بالأجر.
قد يكون من الأفضل أن يكون القرار جماعيًا بين الأبناء، ويجب أن يتم استشارة الوالدين في ذلك. إذا قررت الأم أنها غير قادرة على الذهاب بنفسها، يمكن للأبناء أن يقدموا العمرة أو الحج نيابة عنها، لكن في حالة القدرة الجسدية لا يكون ذلك مستحبًا.
من الأساسيات في الشريعة الإسلامية أنه يجب أن تكون هناك نية واضحة عند أداء الحج أو العمرة عن الوالدين. حيث يُفترض أن تكون النية موجهة لإتمام العبادة عن الوالدين وتخصيصها لهم.
النية: على المسلم أن يحدد نية القيام بالعبادة نيابة عن والدته، مع الاعتقاد أن الأجر سيعود إليها.
الحج أو العمرة عن الوالدين: تبدأ بالنية من أول عمل تقوم به، سواء في الإحرام أو في السعي أو الطواف. عند الطواف حول الكعبة، يجب أن تخص الوالدين بهذه العبادة وتُذكرهما بالاسم عند بدء المناسك.
الدعاء: يُستحب أيضًا أن تدعو لوالدتك أثناء المناسك، خاصةً أثناء الطواف والسعي.
من الأفضل دائمًا التحقق من قدرة الوالدين على أداء الشعيرة، وإذا كانت الأم قادرة على السفر و أداء العمرة بنفسها، سيكون ذلك أفضل لها ولعافيتها الروحية.
في النهاية، الحج والعمرة من أعظم العبادات التي يجب أن يؤديها المسلم في حياته، وإذا كان الوالدان غير قادرين على أداء هذه الشعيرة، فيمكن أداؤها نيابة عنهما في الحالات التي تستدعي ذلك، خاصة في حال وجود موانع صحية أو بدنية تمنع الوالدين من القيام بها. من الأفضل أن يكون القرار قائمًا على مشاورة الوالدين، وإذا كانت الأم في صحة جيدة، فإنه من المستحب أن تؤدي الحج أو العمرة بنفسها، لتتمكن من الحصول على الأجر الكامل من هذه العبادة.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt
