في خطوة كبرى لدعم منظومة النقل الجماعي في مصر، أعلنت الحكومة رسميًا الاتفاق على تنفيذ وافتتاح 26 محطة جديدة ضمن مشروع الخط السادس لمترو أنفاق القاهرة الكبرى، والذي يُعد من أكبر المشروعات القومية في قطاع النقل الحضري خلال السنوات الأخيرة.
ويأتي الاتفاق الجديد تتويجًا لمفاوضات فنية وتمويلية استمرت أشهرًا، بين الحكومة المصرية وعدد من الشركاء الدوليين، على رأسهم الجانب الفرنسي الذي يشارك في تمويل وتنفيذ المشروع من خلال شركات متخصصة وخبرات عالمية.
في هذا التقرير التحليلي، نستعرض تفاصيل الاتفاق، ومسار الخط السادس، والفوائد المنتظرة من المشروع، إلى جانب ردود فعل الشارع المصري، وكيف يعزز هذا الخط من قدرة شبكة المترو على خدمة ملايين المواطنين يوميًا.
بحسب وزارة النقل، فإن الاتفاق يشمل:
تنفيذ كامل المرحلة الأولى من الخط السادس
إنشاء وتشغيل 26 محطة مترو جديدة
تغطية مسافة إجمالية تبلغ حوالي 35 كيلومترًا
ربط الخط الجديد بعدة خطوط قائمة (الأول والثاني والثالث)
توفير تمويل مشترك بين الحكومة وشركاء دوليين بقيادة فرنسا
وأكدت الوزارة أن الأعمال التنفيذية ستبدأ خلال أشهر قليلة، بعد الانتهاء من الإجراءات الفنية والتصميمات النهائية.
الخط السادس سيبدأ من منطقة الخصوص شمال القاهرة، ويمر بعدة أحياء رئيسية وصولًا إلى المعادي جنوبًا، وتشمل المحطات:
الخصوص
شبرا الخيمة
المرج الجديدة
المطرية
العباسية
رمسيس
السيدة زينب
دار السلام
المعادي
بالإضافة إلى عدد من المحطات الوسيطة داخل الأحياء السكنية الجديدة
المشروع صُمم ليربط مناطق ذات كثافة سكانية مرتفعة بشبكة المترو القائمة، ويُعد امتدادًا مهمًا لتخفيف الضغط عن الخطين الأول والثاني.
تأتي أهمية الخط السادس من عدة عوامل رئيسية:
خدمة أكثر من 4 ملايين مواطن في المناطق الشعبية والمزدحمة
تحقيق التكامل مع شبكة النقل الحديثة مثل المونوريل والأتوبيس الترددي
تخفيف الضغط عن محاور الطرق السطحية
تقليل زمن الانتقال بين شمال وجنوب القاهرة إلى أقل من 45 دقيقة
خفض معدلات التلوث والانبعاثات الكربونية
الاتفاق تم توقيعه بالشراكة مع فرنسا، التي أعلنت دعمها الفني والمالي الكامل للمشروع، ويشمل التعاون:
تمويل بقيمة تتجاوز مليار يورو
توفير خبرات فنية من شركة "ألستوم" المتخصصة في النقل
دعم دراسات الجدوى والتصميمات الهندسية
تدريب الكوادر المصرية على التشغيل والصيانة
إشراف فرنسي مباشر على مراحل التنفيذ
ويأتي ذلك امتدادًا للتعاون القائم في الخط الثالث للمترو، والذي نفذته أيضًا شركات فرنسية.
من المنتظر أن يحقق الخط السادس نقلة نوعية في حياة المواطنين، من خلال:
تخفيف الزحام المروري في مناطق مثل العباسية والمطرية والمعادي
تسهيل التنقل للطلبة والموظفين بين شمال وجنوب القاهرة
رفع مستوى الخدمات داخل محطات المترو
تقليل الاعتماد على الميكروباص ووسائل النقل غير الرسمية
خلق فرص عمل مباشرة في مراحل الإنشاء والتشغيل
رغم الأهمية الكبرى للمشروع، إلا أن هناك بعض التحديات التي قد تواجهه:
صعوبة أعمال الحفر في المناطق السكنية المزدحمة
ضرورة التنسيق مع المرافق العامة (مياه، كهرباء، صرف صحي)
إمكانية تأخر الإمدادات بسبب ظروف الأسواق العالمية
ضرورة توافر تمويل مستدام لمراحل التشغيل والصيانة
أهمية الالتزام بالجداول الزمنية لتفادي التكدسات
مشروع الخط السادس ليس مجرد خط جديد، بل هو جزء من رؤية مصر 2030 لتحديث منظومة النقل بالكامل، ويعكس:
التحول نحو النقل الجماعي النظيف والمستدام
تقليل الاعتماد على السيارات الخاصة
ربط المناطق الجديدة بالمراكز الاقتصادية والتعليمية
تعزيز البنية التحتية الذكية للمدن الكبرى
توفير حلول واقعية للتكدس الحضري
ويأتي المشروع بالتوازي مع مشروعات أخرى مثل المونوريل، والقطار الكهربائي الخفيف، والقطار السريع.
قال وزير النقل الفريق كامل الوزير في بيان رسمي:
"الخط السادس سيكون من أبرز إنجازات قطاع النقل الحضري، ويأتي في إطار تكامل شبكة المترو وربطها بكل مناطق القاهرة الكبرى، بما يسهم في تخفيف الأعباء عن المواطنين."
كما أكد رئيس الهيئة القومية للأنفاق أن المشروع يتم تنفيذه وفقًا لأعلى المواصفات العالمية، مع اعتماد أنظمة أمان وتحكم متطورة.
وفق المخطط الزمني المعلن:
من المتوقع بدء التنفيذ الفعلي في الربع الأخير من 2025
تستغرق المرحلة الأولى قرابة 4 سنوات
يُفتتح الخط بالكامل ويبدأ التشغيل الرسمي بحلول عام 2030
ستُفتح بعض المحطات على مراحل تجريبية حسب الجاهزية
وتشير التقديرات إلى أن الخط سيستوعب أكثر من 1.5 مليون راكب يوميًا عند تشغيله الكامل.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt
