من اللايف للمحاكمة.. "بوبا اللدغة" تعترف: كنت عايزة مشاهدات وفلوس
من البث المباشر إلى قفص الاتهام
أثارت قضية المدعوة "بوبا اللدغة" جدلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية، بعدما تحولت من شخصية مثيرة للجدل عبر البث المباشر "اللايف" إلى متهمة تواجه المحاكمة أمام القضاء، بعد سلسلة من الفيديوهات التي وُصفت بأنها مثيرة للجدل وخرق للقوانين. القضية بدأت مع انتشار مقاطع مصورة لها وهي تقدم محتوى اعتبره كثيرون مخالفًا للقيم والأعراف، مستخدمة أسلوبًا يعتمد على جذب الانتباه من خلال العبارات الجريئة والمواقف المثيرة، بهدف زيادة المشاهدات وتحقيق أرباح من المنصات الرقمية.
وتحوّل الأمر من مجرد انتقادات إلكترونية إلى قضية قانونية، بعدما تلقت السلطات عدة بلاغات تتهمها بنشر محتوى غير لائق على الإنترنت، وهو ما دفع الجهات المختصة للتحقيق، وصولًا إلى القبض عليها وعرضها على النيابة العامة.

اعترافات مثيرة أمام جهات التحقيق
خلال جلسات التحقيق، أدلت "بوبا اللدغة" باعترافات صادمة، مؤكدة أنها كانت تدرك أن ما تفعله مثير للجدل، لكنها كانت تسعى من ورائه إلى تحقيق أكبر قدر من المشاهدات والانتشار السريع على وسائل التواصل الاجتماعي.
وقالت إنها كانت ترى أن إثارة الجدل هي أسرع طريقة لجذب الجمهور، وأن أرباح البث المباشر والإعلانات كانت الحافز الأساسي للاستمرار في هذا النوع من المحتوى.
كما أضافت أنها لم تكن تتوقع أن الأمور ستصل إلى مرحلة المحاكمة، معتبرة أن ما كانت تقوم به "مجرد تسلية"، لكنها أدركت متأخرًا أن القانون لا يعفي الجهل، وأن بعض الأفعال قد تُعرض صاحبها للمساءلة القانونية حتى لو كانت بدافع الشهرة أو الربح.
رد فعل الشارع ومواقع التواصل الاجتماعي
أثار خبر القبض على "بوبا اللدغة" ردود أفعال واسعة، حيث انقسمت التعليقات بين مؤيد يرى أن ما قامت به مخالف ويستحق العقاب، وبين آخرين اعتبروا أن العقوبة قد تكون قاسية إذا لم يصدر منها ضرر مباشر.
على منصات التواصل، تصدرت القضية قوائم البحث والهاشتاجات، وتعددت النقاشات بين من يرون أن مثل هذه الظواهر تسيء لصورة المجتمع وتؤثر على الأجيال الصغيرة، ومن يطالبون بسن قوانين أكثر صرامة لضبط المحتوى المنشور على الإنترنت.
القوانين التي تنظم المحتوى الإلكتروني
القضية أعادت تسليط الضوء على القوانين التي تنظم النشر الإلكتروني في مصر، والتي تتضمن مواد واضحة تجرّم نشر أي محتوى يخالف الآداب العامة أو يحرّض على الفسق والفجور.
وينص قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات على عقوبات قد تصل إلى الحبس والغرامة لكل من ينشر محتوى يضر بالقيم المجتمعية أو يستخدم المنصات الإلكترونية لتحقيق أغراض غير مشروعة.
كما أن قانون العقوبات المصري يحتوي على مواد تعاقب الأفعال العلنية المخالفة للآداب، سواء كانت عبر وسائل الإعلام التقليدية أو الحديثة، وهو ما يجعل البث المباشر أو الفيديوهات المنشورة على الإنترنت خاضعة لنفس المعايير القانونية.
أسباب انتشار هذه الظواهر
يرى خبراء الإعلام أن انتشار مثل هذه الحالات يعود لعدة أسباب، منها:
-
الرغبة في الشهرة السريعة عبر المنصات الرقمية.
-
الإغراء المادي الناتج عن أرباح الإعلانات والمشاهدات.
-
ضعف الرقابة الأسرية على ما يتابعه الشباب والمراهقون.
-
غياب الوعي بالقوانين والعواقب المترتبة على نشر محتوى مخالف.
-
التنافس المحموم بين صانعي المحتوى لجذب أكبر عدد من المتابعين.
التأثير السلبي على المجتمع
المحتوى الذي يعتمد على الإثارة والجدل له تأثيرات سلبية متعددة على المجتمع، أبرزها:
-
تشويه الذوق العام ونشر ثقافة سطحية.
-
تأثير سلبي على القُصّر الذين قد يقلدون مثل هذه التصرفات.
-
إضعاف القيم الاجتماعية من خلال التطبيع مع السلوكيات غير المقبولة.
-
إشغال الرأي العام بقضايا هامشية على حساب القضايا الجوهرية.
دور المنصات الإلكترونية في ضبط المحتوى
مع تزايد الانتقادات، تتجه الأنظار نحو المنصات الإلكترونية الكبرى مثل فيسبوك ويوتيوب وتيك توك، لمعرفة مدى مسؤوليتها في مراقبة المحتوى وحذف المواد المخالفة.
هذه المنصات تمتلك سياسات مجتمعية واضحة، لكنها تعتمد إلى حد كبير على التبليغات من المستخدمين، وهو ما يجعل بعض المحتويات المخالفة تستمر في الانتشار قبل أن يتم حذفها.
إجراءات محتملة وعقوبات متوقعة
وفقًا لمسار القضايا المشابهة، قد تواجه "بوبا اللدغة" عقوبات تتراوح بين الحبس لعدة أشهر والغرامة المالية، إذا ثبتت التهم الموجهة إليها.
كما قد تُمنع من استخدام المنصات الإلكترونية لفترة زمنية تحددها المحكمة، في حال إدانتها، وذلك كإجراء احترازي لمنع تكرار المخالفات.
دعوات للتوعية وتغيير الثقافة الرقمية
القضية فتحت الباب أمام دعوات مكثفة لزيادة التوعية الرقمية بين الشباب وصناع المحتوى، من خلال:
-
عقد ورش عمل ودورات تدريبية حول الاستخدام الآمن والمسؤول للإنترنت.
-
إدراج مفاهيم الثقافة الرقمية في المناهج التعليمية.
-
تشجيع المحتوى الإيجابي الهادف الذي يقدم قيمة للمشاهد.
عبرة وعظة من تجربة شخصية
من قصة "بوبا اللدغة" يتضح أن الشهرة السريعة قد تحمل في طياتها مخاطر كبيرة إذا كانت مبنية على مخالفات قانونية أو أخلاقية.
الانتقال من اللايف إلى المحاكمة لم يكن في الحسبان بالنسبة لها، لكنه أصبح واقعًا، يسلط الضوء على أهمية الوعي بالقوانين والمسؤولية المجتمعية عند استخدام المنصات الإلكترونية.