في واقعة صدمت الجمهور وأثارت موجة من التعاطف والغضب في آن واحد، خرجت الفنانة المصرية رحمة حسن بتصريح جريء كشفت فيه تفاصيل إصابتها بالصلع الجزئي، متهمة مركز تجميل شهير في القاهرة بأنه السبب الرئيسي وراء حالتها الصحية المفاجئة.
رحمة، التي طالما تميزت بإطلالة طبيعية وبشعر كثيف كان جزءًا من هويتها الفنية، لم تتردد هذه المرة في الحديث بصراحة عبر منصات التواصل الاجتماعي عن معاناتها النفسية والجسدية نتيجة تجربة تجميلية خاطئة، مؤكدة أنها قررت الحديث لإخلاء مسؤوليتها وتحذير الفتيات من الوقوع في نفس الخطأ.
في مقطع فيديو نشرته عبر صفحتها الشخصية، تحدثت رحمة حسن بتأثر بالغ عن زيارتها لمركز تجميل معروف بهدف القيام بجلسات لتحفيز نمو الشعر، ضمن بروتوكول علاجي تجميلي كانت تظن أنه آمن وفعال.
ووفقًا لتصريحاتها، فقد تم إعطاؤها مواد قالت إنها طبيعية تمامًا، مكونة من فيتامينات ومحفزات نمو موضعي، إلا أنها فوجئت بعد فترة قصيرة بتساقط غزير ومفاجئ لشعرها من منطقة محددة في مقدمة الرأس. الأمر تطور إلى ظهور بقعة خالية تمامًا من الشعر، ما شكل صدمة نفسية لها، خاصة مع اقتراب تصوير أحد أعمالها الدرامية الجديدة.
وبعد مراجعة عدد من الأطباء، تبين أن السبب يعود إلى مادة مجهولة المصدر تسببت في التهاب حاد بالبصيلات، تطور لاحقًا إلى صلع جزئي يصعب علاجه سريعًا.
رحمة لم تتوقف عند سرد القصة، بل قامت باتهام مباشر للمركز الذي خضعت فيه للجلسة، مؤكدة أنها تلقت وعودًا وهمية بنتائج سريعة، واعتمدت على توصيات من فنانات أخريات قمن بنفس الجلسات، قبل أن تكتشف أن الأمر يفتقر إلى أي إشراف طبي حقيقي.
الفنانة أبدت استياءها من تهاون المركز في توثيق نوع المواد المستخدمة، وعدم تقديم أوراق تثبت تركيبات المنتجات التي تم حقنها في فروة رأسها. وأضافت أنها حاولت التواصل مع إدارة المركز بعد الحادث، لكنها لم تلق أي استجابة فعلية، بل تم تجاهلها بشكل كامل.
أوضحت رحمة أن هذه الحادثة لم تكن مجرد مشكلة جمالية، بل سببت لها أزمة نفسية حقيقية، خاصة مع ارتباط مظهرها الخارجي بعملها كممثلة.
وبسبب هذه الواقعة، اضطرت إلى الاعتذار عن بعض الأعمال التي كانت تستعد لتصويرها، بسبب عدم قدرتها على الظهور أمام الكاميرا بالشكل المطلوب، وهو ما أثر على مسيرتها مؤخرًا.
كما اعترفت بأنها تعاني حتى الآن من قلق دائم بشأن مظهرها الخارجي، وتفكر بشكل مستمر في اللجوء إلى حلول تجميلية أخرى مثل زراعة الشعر أو استخدام باروكات، وهو أمر لم تعتده من قبل.
بعد ساعات من نشر الفيديو، انهالت التعليقات من الجمهور، الذي أبدى تعاطفًا شديدًا مع رحمة حسن، مشيدين بشجاعتها في كشف الواقعة وتحذير الفتيات من المراكز غير المرخصة أو التي تقدم علاجات غير معروفة المصدر.
كما علّق عدد من الفنانين والفنانات بدعمها معنويًا، وعبّر بعضهم عن صدمتهم من الحادث، مطالبين بضرورة فتح تحقيق فوري في ما تعرضت له، خاصة أن مراكز التجميل أصبحت تُروج لعلاجات تدخل ضمن نطاق الطب دون إشراف أو ترخيص.
ما كشفته الفنانة رحمة حسن أعاد إلى الواجهة النقاش الواسع حول مدى أمان الإجراءات التجميلية المنتشرة حاليًا، خاصة في ظل غياب رقابة صارمة على المراكز التي تقدم خدمات طبية تجميلية تحت مسميات تجارية دون وجود أطباء متخصصين.
وتزايدت خلال السنوات الأخيرة حالات مشابهة لفتيات وسيدات لجأن إلى مراكز تجميل غير مرخصة، وانتهى الأمر بهن إلى أضرار صحية بالغة أو تشوهات دائمة.
السؤال الذي يتردد بعد حادثة رحمة حسن هو: إلى أي مدى بات التجميل يشكل خطرًا على من يلجأ إليه دون فحص دقيق؟
الواقع يشير إلى أن الفوضى في قطاع التجميل تزداد يومًا بعد يوم، وسط إعلانات مضللة على مواقع التواصل الاجتماعي، وترويج واسع لبروتوكولات غير معتمدة علميًا.
في مثل هذه الحالات، غالبًا ما يتضرر العميل دون وجود إطار قانوني واضح لمحاسبة الجهة المتسببة، خاصة إذا لم تكن هناك أوراق رسمية أو إثباتات مسجلة.
تكشف تجربة رحمة عن فجوة كبيرة في الرقابة على هذا القطاع، حيث لا يكفي أن يكون المركز فاخرًا أو مشهورًا، بل يجب أن يكون مرخصًا رسميًا، ويضم أطباء متخصصين، مع توفير معلومات واضحة للعميل عن المواد المستخدمة ومخاطرها المحتملة.
التوعية هنا تلعب دورًا كبيرًا، خصوصًا في ظل انتشار ثقافة "التجميل السريع" و"المظهر المثالي"، ما يدفع البعض للمجازفة بصحتهم من أجل الحصول على نتائج لحظية.
حتى الآن، لم تعلن الفنانة عن نيتها اللجوء إلى القضاء، لكنها أكدت أنها تحتفظ بكامل حقوقها القانونية، وأنها قد تتخذ إجراءات رسمية في حال استمر المركز في تجاهل ما حدث.
كما شددت على أنها لن تتراجع عن الحديث حول الموضوع، ليس فقط لاسترداد حقها، بل لمنع تكرار المأساة مع أخريات.
بفضل شهرتها، تمكنت رحمة حسن من تحويل تجربتها إلى قضية رأي عام أثارت الجدل والتفاعل، لكنها في الوقت نفسه سلّطت الضوء على واقع صادم تعيشه فتيات كثيرات، لا يملكن نفس المنصة للحديث أو المواجهة.
قصتها يجب أن تكون دافعًا لكل فتاة للتفكير جيدًا قبل الإقدام على أي خطوة تجميلية، مهما بدت بسيطة، وللتأكد من أمانها ومصدرها، وعدم الانخداع بالدعاية أو توصيات المشاهير.
تُعد رحمة حسن واحدة من الفنانات اللاتي أثبتن أنفسهن بموهبة متفردة، وقدّمت العديد من الأدوار المميزة، خاصة في الدراما الاجتماعية والرومانسية.
لكن حالتها الصحية الحالية قد تفرض عليها نوعًا من التوقف المؤقت أو التأقلم مع شكل جديد، وهو ما يحتاج دعمًا من الجمهور وصناع الأعمال الفنية، وليس فقط من زملائها.
حادثة إصابة رحمة حسن بالصلع ليست مجرد واقعة شخصية، بل ناقوس خطر يدق في وجه سوق التجميل العشوائي الذي بات يجرف الكثيرين دون رقيب.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt