في حادث مفاجئ أثار الذعر بين سكان مدينة السادس من أكتوبر، اندلع حريق هائل نتيجة اشتعال خط غاز طبيعي بطريق الواحات مساء يوم الأربعاء، ما استدعى تدخلًا سريعًا من الجهات المسؤولة وعلى رأسها وزارة البترول، التي سارعت لتحديد أسباب الاشتعال والحد من آثاره.
الحادث الذي وقع بالقرب من إحدى المناطق السكنية الجديدة، أعاد للأذهان أهمية الالتزام الصارم بإجراءات الأمان، خصوصًا عند تنفيذ أعمال الحفر أو البنية التحتية في المناطق التي تمر بها خطوط الغاز النشطة.
الحريق تسبب في صوت انفجار مدوٍّ سُمع في الأحياء المجاورة، وشوهدت أعمدة الدخان من أماكن بعيدة، ما دفع العشرات إلى مغادرة المنطقة مؤقتًا حتى استقرار الوضع.
وفقًا لما جرى على الأرض، فإن التحرك السريع لفرق الطوارئ ساهم في تقليص حجم الخسائر، حيث تم الدفع بعدد من سيارات الإطفاء ووحدات الطوارئ، كما تم غلق المحبس الرئيسي للغاز في هذه المنطقة لعزل التسرب والسيطرة على النيران.
تم تطويق المنطقة خلال أقل من ساعة من الحريق، وبدأت الفرق الفنية في التعامل مع الخط المتضرر وتقدير الأضرار الأولية، بالتزامن مع عمليات التبريد والتحقق من سلامة الشبكة المجاورة.
التحقيقات الأولية التي أجريت على الفور كشفت عن السبب الأبرز وراء الحادث، وهو قيام إحدى شركات المقاولات بعمليات حفر في نطاق الخط دون الحصول على التصاريح اللازمة أو الرجوع إلى الجهات المختصة.
هذه الممارسات غير القانونية باتت تتكرر كثيرًا، خاصة في المناطق الجديدة التي تشهد مشروعات عمرانية سريعة، وغالبًا ما يغفل البعض عن مراجعة خرائط المرافق قبل البدء بالحفر، مما يؤدي إلى كوارث من هذا النوع.
وفي حادث اليوم، كاد الإهمال أن يتحول إلى كارثة أكبر لولا تدخل فرق الطوارئ في الوقت المناسب.
عقب الحريق، عاشت المنطقة المجاورة للحادث حالة من التوتر، خاصة أن بعض السكان كانوا قد سمعوا صوت الانفجار واعتقدوا أنه حادث إرهابي، بينما انتشرت شائعات عن امتداد الحريق إلى مناطق سكنية.
رغم السيطرة السريعة على الوضع، ظل القلق مسيطرًا لساعات على الأهالي، وفضّل عدد منهم عدم العودة إلى منازلهم حتى فجر اليوم التالي.
وبحسب الفنيين، فإن استعادة الخدمة الكاملة سيستغرق وقتًا يتراوح بين يومين إلى ثلاثة، حسب طبيعة التلفيات التي لحقت بالخط ومحيطه.
فور إخماد النيران، بدأت فرق الصيانة التابعة للجهة المنفذة لخط الغاز في فحص الموقع، وإعداد خطة عاجلة للإصلاح تشمل:
تغيير الجزء المتضرر من الخط
اختبار الشبكة المحيطة للتحقق من عدم تأثرها
مراجعة كامل المسار في هذه المنطقة
إزالة آثار الحريق من الموقع وتأمينه بالكامل
أعاد هذا الحادث تسليط الضوء على عدد من النقاط المهمة، أبرزها:
ضرورة التنسيق المسبق بين شركات المقاولات والجهات الخدمية
إلزامية الحصول على خرائط المرافق قبل البدء في أي أعمال حفر
أهمية وجود رقابة حقيقية على أعمال البناء العشوائي في بعض المناطق
زيادة وعي المواطنين بالإبلاغ السريع عند ملاحظة تسرب أو روائح غير معتادة
عدد من المواطنين طالبوا بمراجعة شاملة لإجراءات السلامة المتبعة في خطوط الغاز، خاصة في المدن التي تنمو بسرعة عمرانية عالية مثل السادس من أكتوبر.
كما طالبوا بتغليظ العقوبات على الشركات التي تنفذ أعمالًا دون تراخيص، أو تتسبب في إتلاف المرافق العامة نتيجة الإهمال أو التسرع في التنفيذ.
رغم السيطرة على الحريق، فإن عددًا من الأسر أعربت عن القلق من تكرار الحادث، خاصة أن المنطقة شهدت مؤخرًا عدة أعمال تطوير، ما زاد من وجود المعدات الثقيلة ومخاطر الحفر العشوائي.
بعض السكان أشاروا إلى ضرورة وجود توعية دورية من مسؤولي الأحياء، ووضع لوحات إرشادية حول المناطق التي تمر بها خطوط المرافق لتجنب تكرار الأخطاء.
مع تسجيل بعض التلفيات في سيارات متوقفة قرب الحادث، وحدوث أضرار جزئية في عدد من الواجهات المجاورة، بدأ الحديث عن إمكانية تعويض أصحاب الضرر.
وطالبت بعض الأسر بأن يتم التحقيق في أسباب التقصير، ومحاسبة المتسببين، مع تخصيص آلية رسمية لتعويض المضارين ماديًا في أسرع وقت.
حادث اشتعال خط الغاز بمدينة السادس من أكتوبر بطريق الواحات، الذي وقع مساء الأربعاء 30 أبريل، يُعد جرس إنذار حقيقي لأهمية الالتزام الكامل بإجراءات الأمان والسلامة في جميع الأعمال المتعلقة بالبنية التحتية.
ورغم أن سرعة استجابة فرق الإطفاء حالت دون وقوع كارثة أكبر، إلا أن المسؤولية لا يجب أن تتوقف عند إخماد الحريق، بل يجب أن تمتد نحو محاسبة المتسببين، ووضع خطة واضحة لضمان عدم تكرار مثل هذا الحادث مستقبلاً.
استقرار البنية التحتية وأمان المواطنين لا يحتمل المجازفة، ويجب أن تكون خطوط الغاز من الخطوط الحمراء التي لا تُمس دون ترخيص أو إشراف مباشر من الجهات المعنية.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt