يتساءل العديد من المسلمين عن المواضع الأكثر استجابة للدعاء داخل الصلاة، وهل يُستحب الإكثار من الدعاء أثناء السجود أم بعد التشهد الأخير قبل التسليم؟ وأوضحت دار الإفتاء المصرية في فتوى رسمية الفرق بين هذين الموضعين، مؤكدة أن كلاهما من الأوقات العظيمة التي يُرجى فيها استجابة الدعاء، مع بيان الضوابط الشرعية لكل منهما.
أشارت دار الإفتاء إلى أن السجود هو أعظم مواضع القرب من الله تعالى، واستشهدت بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا الدعاء." (رواه مسلم).
السجود يجمع بين الذل والخضوع لله عز وجل، وهو أسمى حالات العبد في الصلاة.
يُستحب للمصلي أن يطيل السجود ويكثر فيه من الدعاء بكل ما يشاء من خيري الدنيا والآخرة.
يجوز الدعاء أثناء السجود بما ورد عن النبي أو بأي دعاء مناجاة بشرط ألا يشتمل على أمور مخالفة للشرع، وأن يكون بلسان العبد الخاص حتى لو لم يكن باللغة العربية.
أكدت دار الإفتاء أن الموضع الآخر المفضل للدعاء هو بعد الانتهاء من التشهد الأخير وقبل التسليم، وهو وقت مبارك يُستحب فيه أن يسأل العبد ربه حاجاته.
ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول قبل التسليم: "ثم ليتخير من الدعاء أعجبه إليه فيدعو." (رواه البخاري ومسلم).
هذا الموضع يجمع بين ختام الصلاة والتهيئة للسلام، فيكون القلب خاشعًا واللسان حاضرًا.
قالت دار الإفتاء إن العلماء اختلفوا في أي الموضعين أفضل، لكن الراجح:
السجود أفضل من حيث القرب: لأن العبد يكون قريبًا جدًا من ربه.
والدعاء قبل السلام أفضل من حيث ختم الصلاة بالدعاء: لأنه يجمع بين أداء الصلاة وطلب الحاجات.
الأفضل أن يحرص المصلي على الدعاء في الموضعين معًا لينال بركة استجابة الدعاء في السجود وخاتمة الصلاة.
في السجود: يجوز الدعاء بأمور الدنيا والآخرة باللغة العربية أو أي لغة أخرى.
بعد التشهد: يُستحب الدعاء بما ورد عن النبي مثل: اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجال.
الالتزام بالخشوع وعدم الدعاء بأمور محرمة أو غير لائقة.
الإكثار من الدعاء أثناء السجود بتركيز وخشوع.
الدعاء بعد التشهد الأخير بما يتوافق مع السنن النبوية.
عدم الاستعجال والخروج من الصلاة بهدوء مع قلب حاضر.
يرى علماء الدين أن الدعاء في الصلاة فرصة عظيمة للعبد للارتقاء بعلاقته مع الله عز وجل. وأكدوا أن الموضعين (السجود والتشهد الأخير) من أعظم مواطن القرب، لذا فإن الجمع بينهما هو الخيار الأمثل للمسلم الذي يريد أن يستجاب دعاؤه ويُقضى حاجته.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt