في الأيام الأخيرة، انتشرت تساؤلات عديدة بين المواطنين حول إمكانية ارتفاع سعر البصل ليصل إلى 100 جنيه للكيلو، وهو ما أثار حالة من القلق بين المستهلكين وأرباب الأسر، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها الشارع المصري حاليًا. فهل هذه الزيادة المتوقعة حقيقية؟ أم أنها مجرد شائعات متداولة؟ هذا ما سنكشف عنه في السطور التالية.
بحسب ما أكده عدد من تجار الجملة في الأسواق المركزية، فإن الحديث عن ارتفاع سعر البصل إلى 100 جنيه غير دقيق حتى الآن. الأسعار الحالية لا تزال تتراوح بين 18 إلى 30 جنيهًا للكيلو حسب الجودة والمنطقة. ولكن، هناك مؤشرات تشير إلى احتمالية حدوث زيادات خلال الأسابيع القادمة إذا لم يتم اتخاذ إجراءات حاسمة من قبل الجهات المعنية.
تشير تحليلات الأسواق إلى وجود عدة عوامل قد تُساهم في ارتفاع أسعار البصل، من أبرزها:
انخفاض المعروض من المحصول الجديد بعد انتهاء موسم التخزين.
زيادة تكلفة النقل نتيجة لارتفاع أسعار الوقود.
التغيرات المناخية التي أثرت على جودة وإنتاجية المحصول في بعض المناطق.
زيادة الطلب الخارجي بعد تصدير كميات كبيرة من البصل المصري إلى دول عربية وآسيوية.
كل هذه العوامل تُنذر بإمكانية حدوث ارتفاع جديد، وإن لم يكن بالحدة التي وصلت إلى 100 جنيه.
وزارة الزراعة من جهتها نفت رسميًا وصول سعر البصل إلى 100 جنيه، وأكدت أن السوق تحت الرقابة، وهناك تحركات لضبط الأسعار في حال حدوث زيادات غير مبررة.
كما أشارت إلى أن موسم البصل الجديد سيبدأ خلال أسابيع قليلة، ما سيُسهم في زيادة المعروض وعودة التوازن للأسواق.
من جهته، صرّح مصدر بوزارة التموين أن الوزارة لديها خطة تدخل عاجلة في حالة وجود ارتفاعات مفاجئة في أسعار البصل، من خلال ضخ كميات كبيرة من المحصول المخزن عبر منافذ المجمعات الاستهلاكية بأسعار مخفضة.
رصدنا خلال جولة في بعض الأسواق الشعبية تفاوتًا واضحًا في سعر كيلو البصل، حيث تراوح بين:
18 إلى 22 جنيهًا في الأسواق المتوسطة.
25 إلى 30 جنيهًا في المناطق الراقية أو ذات الطلب العالي.
ويرى التجار أن الارتفاع الحالي مرتبط بمرحلة انتقالية بين موسم قديم وجديد، وهو أمر متكرر سنويًا، لكنه لا يصل إلى مستويات مبالغ فيها.
رغم أن البصل يُعد من الخضروات الأساسية في الاستخدام اليومي للمصريين، إلا أن خبراء الاقتصاد الزراعي يؤكدون أن ارتفاعه لا يُسبب تأثيرًا مباشرًا على أسعار باقي الخضروات، نظرًا لاختلاف مواسم الزراعة والعوامل المناخية التي تؤثر على كل محصول على حدة.
ومع ذلك، فإن استمرار نمط الزيادات المتكررة قد يُسبب حالة من الارتباك العام في السوق، ويدفع البعض إلى التخزين، مما يزيد الأزمة سوءًا.
عبّر العديد من المواطنين عن قلقهم البالغ من الحديث عن ارتفاع سعر البصل، خصوصًا مع تزامن ذلك مع موسم تجهيز المؤن في بعض البيوت المصرية، والاستعداد لمناسبات موسمية.
بينما أشار أحد البائعين إلى أن الإشاعات هي السبب الرئيسي في إثارة القلق، مؤكدًا أن الأسعار الحالية مقبولة مقارنة بالعام الماضي.
يتوقع العديد من الخبراء أن تشهد الأسواق انخفاضًا ملحوظًا في سعر البصل مع بداية شهر أغسطس 2025، وذلك مع طرح المحصول الجديد من المناطق الزراعية في الوجه البحري والصعيد.
كما أن تراجع درجات الحرارة نسبيًا يُساعد على زيادة فترة الصلاحية وتقليل الفاقد، مما يزيد من حجم المعروض في الأسواق ويضغط على الأسعار للانخفاض.
أجمع خبراء الزراعة والتسويق على أهمية تبني سياسات تخزينية حديثة للبصل في مصر، وتوسيع قدرات التخزين المبرد للحفاظ على المحصول فترات أطول، والحد من فقدان الكميات الكبيرة التي تفسد بسبب سوء التخزين.
كما طالبوا بضرورة:
تفعيل الرقابة التموينية بشكل دائم على الأسواق.
منع التصدير المؤقت في فترات نقص المعروض.
زيادة عدد المنافذ الحكومية التي توفر الخضروات بأسعار مناسبة.
رغم وجود زيادات حقيقية في أسعار البصل، إلا أن الحديث عن وصوله إلى 100 جنيه للكيلو مبالغ فيه حتى الآن، وفقًا لما رُصد في الأسواق وما أكدته الجهات الرسمية.
المطلوب من المستهلكين هو التحلي بالوعي وعدم الانجراف وراء الشائعات، كما أن على الحكومة أن تُواصل جهودها الرقابية والتدخل السريع لمنع أي زيادات غير مبررة.
ويظل السؤال الأهم: هل تتحرك الجهات المعنية في الوقت المناسب؟ أم نُفاجأ في أسواق الغد بما لم يكن في الحسبان؟ الأيام القادمة ستكشف الإجابة.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt