وفي سياق الغذاء، تشير البكتيريا الممرضة إلى تلك الأنواع التي تلوث الطعام وتسبب تسممًا غذائيًا حادًا، وقد تؤدي في بعض الحالات إلى مضاعفات صحية خطيرة، خاصة لدى الأطفال وكبار السن وأصحاب المناعة الضعيفة.
تنتقل البكتيريا الممرضة إلى المنتجات الغذائية من خلال عدة طرق، أهمها:
عدم النظافة أثناء التحضير أو التصنيع: سواء على مستوى الأيدي أو المعدات أو أواني الحفظ.
سوء التخزين: خصوصًا في منتجات مثل الألبان التي تحتاج إلى تبريد دائم، وأي ارتفاع في درجة الحرارة يمكن أن يؤدي إلى نمو البكتيريا.
عدم الالتزام بدرجات الحرارة الموصى بها أثناء الشحن أو العرض في الفروع.
تلوث المواد الخام: مثل اللبن الخام غير المبستر، أو الفواكه المستخدمة في الحلويات.
استخدام مواد أو إضافات محظورة مثل الألوان الصناعية الممنوعة دوليًا، والتي قد تُضعف مقاومة الجسم للعدوى.
تشير تقارير هيئة سلامة الغذاء إلى أن المنتجات المشتبه بها داخل فروع بلبن كانت ملوثة بأكثر من نوع من البكتيريا الممرضة، وفيما يلي أبرز الأنواع التي تم رصدها عادة في حالات مشابهة:
توجد بشكل طبيعي في أمعاء الإنسان، لكن بعض سلالاتها تُعد ممرضة، وتسبب أمراضًا خطيرة مثل الإسهال الدموي، ومتلازمة انحلال الدم اليوريمية، والتي قد تؤدي إلى الفشل الكلوي.
تُفرز هذه البكتيريا سمومًا تؤدي إلى تسمم غذائي حاد، وتشمل أعراضها القيء والغثيان الشديد والإسهال خلال ساعات قليلة من تناول الطعام.
تفرز سُمًّا يُعد من أخطر السموم المعروفة، وتؤدي إلى شلل عضلي قد يصل إلى الجهاز التنفسي، وهي من الحالات النادرة لكنها قاتلة إن لم تُعالج بسرعة.
تنتقل من الألبان الخام أو المنتجات غير المعقمة، وتسبب الحمى المالطية، وهي مرض مزمن يتميز بالحمى والتعب وآلام المفاصل.
بحسب بيانات الهيئة، فإن جولات تفتيش مفاجئة شملت 110 فروع تابعة لسلسلة "بلبن" في عدد من المحافظات، كشفت عن وجود مخالفات جسيمة تتعلق بتخزين المنتجات، وسلامة العبوات، وانتهاء صلاحية بعض المواد الخام، إلى جانب استخدام إضافات غذائية غير مصرح بها.
وفي بعض الفروع، تم رصد منتجات تحتوي على آثار لبكتيريا القولونية والسالمونيلا، إضافة إلى ارتفاع مستويات التلوث في أدوات التحضير، وغياب إجراءات التعقيم اللازمة.
وقد ترتب على هذه النتائج صدور قرار بإغلاق الفروع المخالفة بالكامل، وإعدام كافة المنتجات غير الصالحة للاستهلاك، وتحويل المسؤولين عن إدارة تلك الفروع إلى التحقيق.
وفقًا لما تم الإعلان عنه، فقد تم تسجيل أكثر من 80 حالة اشتباه بتسمم غذائي في بعض المستشفيات، وجميعهم أقروا بتناول منتجات من فروع "بلبن"، خصوصًا الزبادي بالفواكه والأرز باللبن، مما دفع الجهات الصحية إلى إجراء تحاليل فورية للعينات المأخوذة من المرضى، والتي أظهرت تطابقًا مع العينات التي تم تحليلها من منتجات الشركة.
وأوضحت وزارة الصحة أن الأعراض تراوحت ما بين الغثيان والإسهال والتقلصات المعوية، فيما خضع بعض المصابين للعلاج بالمحاليل والراحة المنزلية، دون وجود حالات حرجة.
لم يقتصر تأثير الأزمة على الجانب الصحي فقط، بل امتد إلى النطاق الاقتصادي، حيث أعلنت الشركة المالكة لـ "بلبن" أنها اضطرت لتسريح عدد كبير من العمال بعد الإغلاق الكامل لفروعها، وهو ما أثار تساؤلات عن مصير آلاف العاملين، خاصة أن السلسلة كانت تضم أكثر من 25 ألف موظف.
كذلك واجهت الشركة انتقادات حادة من المواطنين، بسبب شعبيتها وانتشارها الواسع، لا سيما في المناطق التي تفتقر لمحلات الحلوى المتخصصة، وكانت تعتمد على "بلبن" كخيار رئيسي للأسر والمناسبات.
أعلنت هيئة سلامة الغذاء أنها لن تتهاون مع أي منشأة غذائية تُعرض صحة المواطنين للخطر، مشددة على أن إعادة فتح فروع "بلبن" لن تتم إلا بعد الالتزام التام بمعايير الجودة، وتقديم إثباتات موثقة بتحسين ظروف التخزين والنظافة والتصنيع.
كما ناشدت المواطنين الإبلاغ عن أي حالة اشتباه في تلوث غذائي، مؤكدة أن صحة المواطن المصري فوق كل اعتبار، وأنها تعمل على رقابة صارمة لجميع السلع الغذائية المعروضة في الأسواق.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt