"إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ۞ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ ۞ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ" (سورة القدر)وعلى الرغم من عظمة هذه الليلة، فإن موعدها غير معلوم بشكل دقيق، حيث لم يُحدد الله تعالى موعدها بشكل واضح في القرآن أو السنة النبوية.في هذا التقرير، نستعرض الحكمة من إخفاء موعد ليلة القدر بناءً على توضيحات دار الإفتاء المصرية، وأقوال العلماء في هذا الشأن.
هناك حكمة إلهية بالغة وراء إخفاء موعد ليلة القدر، ويمكن تلخيص هذه الحكمة في النقاط التالية:
إخفاء موعد ليلة القدر يشجع المسلمين على الاجتهاد في العبادة طوال العشر الأواخر من رمضان.
لو كان موعدها معلومًا، لاجتهد الناس فقط في تلك الليلة وأهملوا بقية الليالي.
قال النبي ﷺ:
"تحرّوا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان" (متفق عليه)
عندما يحرص المسلم على العبادة في جميع الليالي، يظهر صدق نيته وإخلاصه في طلب رضا الله.
يعبر هذا عن حب العبد لله وعدم اقتصار عبادته على ليلة واحدة فقط.
إخفاء ليلة القدر يشجع المسلمين على التقرب من الله باستمرار دون انتظار موعد محدد.
هذا يدفع المؤمن إلى استمرار العبادة والصلاة والقيام بشكل دائم.
يرى الإمام النووي أن إخفاء ليلة القدر يشبه إخفاء ساعة الإجابة في يوم الجمعة، حيث يدفع ذلك المؤمن إلى الاجتهاد في كل الليالي.
يقول ابن حجر في كتابه "فتح الباري":
"الحكمة في إخفائها أن يُجتهد في طلبها، بخلاف ما لو عينت لها ليلة، فإن الناس يقتصرون عليها."
يرى الشيخ ابن باز أن إخفاء ليلة القدر هو ابتلاء للعباد، حيث يُظهر حرصهم على العبادة والإخلاص في الطاعة.
على الرغم من إخفاء موعدها، إلا أن هناك بعض العلامات التي قد تدل على حدوثها، ومنها:
ليلة القدر تكون معتدلة الطقس، لا باردة ولا حارة، وتكون السماء صافية وخالية من الغيوم.
بعد ليلة القدر، تشرق الشمس بيضاء بلا شعاع، وهو ما ورد في الأحاديث النبوية.
يشعر المؤمن براحة نفسية وهدوء غير معهودين في هذه الليلة.
يكون الجو هادئًا وخاليًا من الأصوات المزعجة مثل نباح الكلاب.
قال النبي ﷺ:
"من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه" (متفق عليه)
إن قيام ليلة القدر سبب لمغفرة الذنوب وتطهير النفس.
تعادل العبادة في ليلة القدر 83 سنة و4 أشهر.
هذا يدل على عظيم فضل هذه الليلة ووجوب الاجتهاد في طلبها.
تجديد التوبة والاستغفار من الذنوب والمعاصي.
الإكثار من تلاوة القرآن والتأمل في آياته.
الحرص على قيام الليل وترديد الأدعية المستحبة، خاصة الدعاء الذي أوصى به النبي ﷺ:
"اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفُ عني"
التسبيح والتهليل والتكبير من العبادات المحببة في هذه الليلة المباركة.
إطالة القيام والركوع والسجود، والتضرع لله.
الإكثار من الأدعية التي تجمع بين خير الدنيا والآخرة.
ختم القرآن أو تلاوة ما تيسر منه.
إخراج الصدقات في هذه الليلة المباركة.
استغفار الله بأعداد كبيرة والابتعاد عن الغفلة.
لأن ليلة القدر غير معلومة، يجب على المسلم أن يتحرى جميع الليالي العشر.
إذا اجتهد في كل ليلة، فإنه حتمًا سيصيب ليلة القدر.
تزداد البركة في هذه الليالي، ويُرجى فيها استجابة الدعاء وقبول العمل الصالح.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt