تحتل اللحوم الحمراء، سواء البلدي أو المستوردة، مكانة محورية في النظام الغذائي للمصريين، حيث تُعد من العناصر الأساسية على موائد الطعام، وخاصة في المناسبات والعزائم والمواسم الدينية. ومع اقتراب نهاية شهر يوليو واستمرار موجة ارتفاع الأسعار في الأسواق، يتزايد اهتمام المواطنين بمعرفة تحركات أسعار اللحوم يومًا بيوم.
اليوم الجمعة 25 يوليو 2025، شهدت الأسواق المصرية استقرارًا نسبيًا في أسعار اللحوم مقارنة بالأيام الماضية، وذلك على الرغم من استمرار ارتفاع تكاليف النقل والتبريد والعلف محليًا وعالميًا. ويتباين السعر بحسب نوع اللحوم (بلدي أو مستورد)، المنطقة الجغرافية، ونوع القطعية المعروضة وجودتها، إلى جانب الفرق بين أسعار الجزارين التقليديين والمنافذ الحكومية.
في هذا التقرير نستعرض بالتفصيل أسعار اللحوم البلدي والمجمدة والمستوردة، والعوامل التي تؤثر على تلك الأسعار، بالإضافة إلى نظرة عامة على توقعات السوق ونصائح للمستهلك.
سجلت أسعار اللحوم البلدي استقرارًا نسبيًا في عدد من المحافظات، رغم استمرار بعض الجزارين في فرض زيادات طفيفة بحسب تكاليف التشغيل.
اللحمة الكندوز: تراوحت بين 320 إلى 360 جنيهًا للكيلو.
البتلو: سجل من 350 إلى 400 جنيهًا.
الضأن البلدي: تراوح من 330 إلى 370 جنيهًا حسب حجم الخروف والمنطقة.
الكبدة البلدي: سجلت ما بين 350 إلى 390 جنيهًا للكيلو.
وتُعد القاهرة والجيزة من أعلى المحافظات سعرًا نظرًا لارتفاع تكلفة النقل والإيجارات، بينما سجلت محافظات الوجه القبلي والبحري أسعارًا أقل نسبيًا.
رغم أن المستورد يُمثل خيارًا اقتصاديًا لدى شريحة كبيرة من المستهلكين، إلا أنه تأثر هو الآخر بسعر صرف الدولار وتكاليف الشحن، ما أدى إلى رفع أسعاره في بعض المناطق:
اللحم المجمد البرازيلي: بلغ سعر الكيلو ما بين 170 إلى 195 جنيهًا.
اللحم السوداني الطازج (متوفر بالمجمعات الاستهلاكية): سجل ما بين 195 إلى 215 جنيهًا.
اللحوم التشادية والجيبوتية: متوفرة في بعض المنافذ بسعر يبدأ من 185 جنيهًا للكيلو.
الكبدة المستوردة المجمدة: تراوحت بين 120 إلى 150 جنيهًا.
ويلاحظ أن اللحم السوداني الطازج يحظى بإقبال لكونه أقرب في الطعم للبلدي، بينما يُفضل البعض البرازيلي المجمد نظرًا لسعره المنخفض وسهولة تخزينه.
تُعد الأعلاف العامل الأكبر في تسعير اللحوم البلدي، إذ أن ارتفاع أسعار الذرة والصويا عالمياً تسبب في زيادة تكاليف تربية العجول والخراف، وهو ما ينعكس مباشرة على سعر الكيلو.
تؤثر تقلبات سعر الدولار في مصر بشكل مباشر على أسعار اللحوم المستوردة، بسبب الاعتماد على الاستيراد من البرازيل والسودان ودول إفريقيا، فضلًا عن مصاريف الجمارك والنقل.
ترتفع أسعار اللحوم في مواسم الأعياد وخاصة عيد الأضحى، وكذلك في شهور الصيف نتيجة كثرة المناسبات، بينما تنخفض نسبيًا بعد انتهاء المواسم.
ارتفاع أسعار الوقود والكهرباء، بالإضافة إلى تكلفة التبريد للحفاظ على صلاحية اللحوم، يؤدي إلى زيادات في الأسعار النهائية خاصة في المناطق البعيدة عن مراكز الذبح والتوزيع.
في بعض المناطق، يتحكم عدد محدود من كبار المربين أو الموردين في ضخ اللحوم إلى الأسواق، ما قد يُسبب تفاوتًا غير عادل في الأسعار بين المحافظات.
تسعى الحكومة المصرية ممثلة في وزارة التموين ووزارة الزراعة إلى التوسع في توفير اللحوم بأسعار مناسبة عبر المنافذ التالية:
المجمعات الاستهلاكية (الأهرام، النيل، الإسكندرية).
منافذ "أمان" التابعة لوزارة الداخلية.
منافذ وزارة الزراعة.
منافذ جهاز مشروعات الخدمة الوطنية.
وقد تم طرح لحوم سودانية وطازجة بسعر أقل من السوق بنسبة تتراوح من 20% إلى 30%، في محاولة لضبط السوق وتوفير بدائل للمواطنين في ظل موجة الغلاء.
أبدى العديد من المواطنين استياءهم من استمرار ارتفاع الأسعار، مشيرين إلى أن اللحوم أصبحت سلعة "ترف" بالنسبة لبعض الأسر، التي أصبحت تكتفي بتناولها في المناسبات فقط.
في المقابل، أكد عدد من الجزارين أن هامش الربح انخفض مقارنة بالأعوام السابقة، بسبب ارتفاع التكلفة اليومية لتربية العجول، فضلًا عن الزيادات المتكررة في فواتير الكهرباء والمياه والإيجارات.
وبحسب بعض العاملين في المجازر، فإن تكلفة الذبح والتبريد أصبحت تشكل عبئًا كبيرًا على صغار التجار، مما يضطرهم إلى رفع السعر لتعويض الخسائر أو الانسحاب من السوق.
تتباين توقعات المحللين حول مستقبل أسعار اللحوم في مصر خلال الأشهر المقبلة، لكن أغلبهم يتفق على أن:
استمرار ارتفاع سعر الأعلاف سيُبقي اللحوم البلدي عند مستوياتها المرتفعة.
أسعار اللحوم المستوردة قد تنخفض نسبيًا حال استقرار الدولار أو زيادة الكميات المستوردة.
قد تشهد الأسواق تخفيضات بعد انتهاء موسم الأعياد، وتراجع الطلب النسبي.
وتُطالب الجمعيات الأهلية والجهات الحكومية بمزيد من الإجراءات لضبط السوق، مثل:
توفير أعلاف مدعومة للمربين.
تفعيل المجازر المركزية لتقليل الفاقد.
مراقبة الأسواق ومنع الغش في اللحوم.
دعم مشاريع التربية المحلية لزيادة المعروض.
في ظل ارتفاع الأسعار، يُنصح المستهلكون باتباع بعض الخطوات الذكية:
شراء اللحوم من المنافذ الحكومية التي تطرح أسعارًا أقل.
الاستعانة بالعروض الأسبوعية من السلاسل الكبرى.
الاكتفاء بالشراء حسب الحاجة، وتجميد الكميات غير المستخدمة.
التنويع في مصادر البروتين (عدس، فول، بيض، دجاج) لتخفيف الضغط.
عدم الشراء من مصادر غير موثوقة، خاصة تلك التي تقدم لحومًا مجهولة المصدر.
تمثل أسعار اللحوم اليوم الجمعة 25 يوليو 2025 صورة مصغرة للتحديات التي يواجهها سوق الغذاء المصري، من حيث توازن العرض والطلب، وتأثير العوامل العالمية والمحلية في تحديد الأسعار. وبينما تبذل الدولة جهودًا حثيثة لضبط السوق، يبقى الوعي الاستهلاكي والتخطيط الجيد من المواطن عناصر حاسمة لتجاوز هذه الفترة الاقتصادية الصعبة.
في النهاية، يتطلب الحفاظ على استقرار أسعار اللحوم دعمًا للمنتج المحلي، وتوسيع مظلة الاستيراد المدروس، ومراقبة عادلة للأسواق، حتى تظل اللحوم متاحة بسعر عادل لكل فئات الشعب.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt
