أثار الإعلامي أسامة منير جدلًا واسعًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي بعد تصريح جديد له، وصف فيه النساء من نوعين، أحدهما "رزق" والآخر "عقاب"، في إطار حديثه المعتاد عن العلاقات العاطفية ومشكلات الزواج خلال برنامجه الإذاعي.
تصريحه جاء صادمًا للبعض، ومرحبًا به من آخرين، ما بين من يرى فيه واقعية صادمة ومن يعتبره تصنيفًا فيه قدر من التعميم أو السخرية، لكن المؤكد أن الجملة أصبحت مثار نقاش كبير في الساعات الماضية، وطرحت تساؤلات حول صورة المرأة في الإعلام، ودور البرامج الإذاعية في تشكيل مفاهيم العلاقات الزوجية.
وأضاف أن بعض الرجال يواجهون ضغوطًا يومية في حياتهم، ويبحثون عن شريكة حياة تهون عليهم، لا تزيد من الضغوط، وأن المرأة الإيجابية هي التي تستطيع أن تمنح الرجل طاقة إيجابية، بينما السلبية والنكد المستمر يمكن أن يؤدي لانهيار أي علاقة.
سرعان ما انتشر المقطع الصوتي من البرنامج على مختلف منصات التواصل، لتشتعل التعليقات بين مؤيد ومعارض، وجاءت أبرز التعليقات كالآتي:
بعض المستخدمين أيدوا التصريح بشدة، واعتبروه واقعيًا ويعبّر عن تجارب شخصية مرّ بها كثيرون.
آخرون رأوا أن الحديث يحمل نوعًا من التمييز والتقليل من المرأة، ولا يعكس فهمًا حقيقيًا لما تمر به الزوجات من ضغوط بدورهن.
عدد من التعليقات الساخرة اعتبرت الجملة "تريند" واستخدموها في صور وميمز تعبيرًا عن مواقف طريفة أو مأساوية في الحياة الزوجية.
ليست هذه هي المرة الأولى التي يُطلق فيها أسامة منير تصريحات مشابهة، فهو معروف بأسلوبه الصريح والساخر في الحديث عن العلاقات، وغالبًا ما يُدلي برأيه دون تحفظ، حتى لو أثار بعض الجدل.
وقد سبق أن تحدث في حلقات سابقة عن أمور مثل الخيانة، السيطرة داخل العلاقات، الأنانية، وأزمة التواصل بين الأزواج، دائمًا بصيغة مباشرة تجذب المستمعين لكنها أحيانًا تضعه في مرمى النقد.
في الثقافة الشعبية المصرية، تستخدم كلمة "فرفوشة" لوصف المرأة المرحة، المتفائلة، التي تبث طاقة إيجابية في المحيطين بها. وهي صورة مثالية عادةً ما يُنظر إليها بإعجاب داخل العلاقات الزوجية، حيث يُفضل كثير من الرجال شريكة حياة تخفف عنهم أعباء الحياة اليومية بروحها المرحة.
ومن هذا المنطلق، فإن وصف "رزق" يأتي باعتبار أن وجود هذا النوع من النساء في حياة الرجل يُعتبر حظًا سعيدًا.
الوصف المقابل حمل دلالة سلبية قوية، حين شبّه أسامة منير الحياة مع امرأة كثيرة الشكوى أو الغضب أو العتاب المستمر، وكأنها "عقوبة" مستمرة، تُرهق الرجل نفسيًا، وتُفقده متعة الحياة الأسرية.
وهذا الوصف قوبل بانتقادات لاذعة، باعتبار أنه يُحمّل المرأة وحدها مسؤولية فشل العلاقة، ويتجاهل دور الرجل وسلوكه.
البعض يرى أن تصريح أسامة منير، رغم قسوته، يُعبر عن تجارب يمر بها عدد كبير من الأزواج، ويكشف عن أزمة في أسلوب التعامل والتفاهم داخل الأسرة. فالفكاهة الممزوجة بالحقيقة قد تكون طريقة لجذب الانتباه إلى مشكلات حقيقية في العلاقات.
لكن على الجانب الآخر، يرى مختصون أن التعميم في الأحكام قد يؤدي إلى ترسيخ صور نمطية خاطئة، وتقديم حلول سطحية لمشاكل معقدة.
علم النفس يرى أن التصنيف المبني على المزاج فقط، دون النظر إلى السياق، يُعد اختزالًا مخلًا بطبيعة البشر. فـ"النكد" ليس سمة ثابتة، بل قد يكون نتيجة ضغوط نفسية، أو عدم وجود حوار صحي داخل العلاقة.
كما أن الفرفشة لا تعني دائمًا وجود علاقة ناجحة، فبعض العلاقات تبدو مرحة في الظاهر لكنها خالية من العمق أو التفاهم الحقيقي.
أثارت التصريحات المتكررة من إعلاميين ومشاهير حول أدوار المرأة داخل المنزل نقاشًا أكبر حول الخطاب الإعلامي الموجه للمرأة، وهل ما زال يعتمد على الصور النمطية أم يتطور بما يواكب الواقع؟
الكثير من الأصوات، خصوصًا من النساء، طالبت بضرورة أن يكون الخطاب الإعلامي أكثر توازنًا، وأن يتم التركيز على الشراكة داخل العلاقة الزوجية بدلًا من تقديم طرف على أنه مسبب دائم للمشكلات.
يُذكر أن أسامة منير كانت له سابقًا تصريحات أثارت موجات من الجدل، منها:
دعوته للمرأة بأن “تكون ذكية في خضوعها” – وهو ما اعتبره البعض تشجيعًا على الطاعة العمياء.
قوله إن "بعض الرجال يخونون بسبب الصمت في البيت"، مما حمّل المرأة مسؤولية سلوك الطرف الآخر.
رغم الجدل، لا يزال أسامة منير يتمتع بجمهور واسع، خاصة من فئة الشباب والكبار ممن يرتبطون ببرنامجه الشهير الذي يُذاع منذ سنوات. وقد يكون الجدل نفسه سببًا في زيادة نسبة الاستماع، خاصة أن الجمهور ينتظر دائمًا تعليقاته غير المتوقعة.
تصريح أسامة منير الأخير أعاد تسليط الضوء على العلاقة الشائكة بين الإعلام والعلاقات الأسرية. فبينما يرى البعض فيه تعبيرًا عن واقع مؤلم، يعتبره آخرون تعميمًا جائرًا وبه استهانة بمشاعر المرأة.
الحديث عن "الست الفرفوشة" و"الست النكدية" قد يبدو طريفًا للبعض، لكنه يحمل دلالات عميقة عن تصور المجتمع لأدوار النساء. وفي النهاية، تظل العلاقة الزوجية شراكة بين طرفين، تقوم على التفاهم والمودة، لا على إطلاق الأحكام والتصنيفات.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt