أعلن الاتحاد المصري لكرة القدم اليوم الإثنين عن قراره النهائي بشأن مشاركة اللاعبين الفلسطينيين في البطولات المحلية، وذلك عقب الجدل الكبير الذي أثير مؤخرًا بعد أزمة اللاعب وسام أبو علي مع النادي الأهلي. القرار جاء ليحسم حالة الجدل داخل الوسط الرياضي ويضع قواعد واضحة للتعامل مع هذه الفئة من اللاعبين خلال المواسم القادمة.
وكانت أزمة اللاعب الفلسطيني قد أثارت تباينًا في الآراء بين الأندية والجماهير بشأن أحقيته في التسجيل كلاعب محلي أو أجنبي، الأمر الذي دفع اتحاد الكرة إلى التدخل بشكل رسمي لحل المسألة.
بدأت الأزمة عندما تقدم النادي الأهلي بطلب لتسجيل اللاعب الفلسطيني وسام أبو علي ضمن قائمة الفريق كلاعب محلي، مستندًا إلى اتفاقيات التعاون الموقعة بين مصر وفلسطين والتي تسمح بمعاملة اللاعبين الفلسطينيين كلاعبين محليين في بعض المجالات.
لكن الاتحاد المصري لكرة القدم أبدى تحفظه في البداية، ما أدى إلى تجميد قيد اللاعب لحين البت في الأمر رسميًا، وهو ما أثار غضب إدارة الأهلي والجماهير التي طالبت بسرعة حسم الموقف لتجنب التأثير على قائمة الفريق قبل بداية الموسم الجديد.
بعد عدة اجتماعات مطولة، أعلن اتحاد الكرة عن قراره النهائي والذي جاء كالتالي:
معاملة اللاعبين الفلسطينيين كلاعبين محليين في جميع البطولات المحلية، شريطة حصولهم على بطاقة إقامة سارية في مصر أو أن يكونوا من مواليد مصر.
اللاعبون الفلسطينيون المولودون خارج مصر سيعاملون كلاعبين أجانب ما لم يصدر قرار استثنائي من الاتحاد.
عدد اللاعبين الفلسطينيين المسموح بقيدهم في قائمة كل نادٍ لا يتجاوز لاعبين اثنين.
وأكد الاتحاد أن هذا القرار يهدف إلى دعم العلاقات التاريخية بين مصر وفلسطين وفي الوقت ذاته الحفاظ على التوازن التنافسي بين الأندية في البطولات المحلية.
لاقى القرار ترحيبًا كبيرًا من بعض الأندية التي تعتمد على المواهب الفلسطينية في صفوفها، معتبرة أن القرار يمنحها فرصة أكبر للاستفادة من هذه الطاقات الشابة دون التأثير على عدد اللاعبين الأجانب المسموح بهم.
من جهة أخرى، أبدت بعض الأندية تخوفها من أن يؤدي القرار إلى زيادة الطلب على اللاعبين الفلسطينيين، ما قد يتسبب في ارتفاع أسعار التعاقد معهم بشكل مبالغ فيه في سوق الانتقالات.
أعرب النادي الأهلي عن ارتياحه لقرار اتحاد الكرة، مؤكدًا أنه سيسارع إلى إتمام إجراءات قيد اللاعب وسام أبو علي ضمن قائمة الفريق كلاعب محلي استعدادًا للموسم الجديد.
وأشار مصدر مسؤول داخل الأهلي إلى أن النادي كان واثقًا من صدور قرار لصالح اللاعبين الفلسطينيين، نظرًا للعلاقات التاريخية بين مصر وفلسطين ولأن هذا الموقف ليس الأول من نوعه في الدوري المصري.
يمثل قرار اتحاد الكرة خطوة مهمة في تطوير منظومة كرة القدم المصرية على عدة مستويات:
دعم العلاقات الرياضية بين مصر وفلسطين، بما يعكس التعاون بين البلدين.
إتاحة الفرصة لاكتشاف مواهب جديدة من اللاعبين الفلسطينيين وإثراء المنافسة في الدوري المصري.
منح الأندية مزيدًا من المرونة في التعاقد مع اللاعبين العرب دون التأثير على حصة الأجانب.
شهدت الملاعب المصرية عبر تاريخها مشاركة عدد من اللاعبين الفلسطينيين المميزين الذين تركوا بصمة قوية مع الأندية التي لعبوا لها، ومن أبرزهم:
حسام وادي (الاتحاد السكندري سابقًا).
محمود وادي (بيراميدز).
محمد صالح (المصري البورسعيدي).
ويأمل الوسط الرياضي في أن يساهم القرار الجديد في ظهور المزيد من الأسماء الفلسطينية التي تثري الكرة المصرية.
حدد اتحاد الكرة بعض الضوابط الواجب مراعاتها عند قيد اللاعبين الفلسطينيين في الأندية المصرية:
تقديم المستندات الرسمية التي تثبت الجنسية الفلسطينية.
تقديم شهادة الميلاد أو الإقامة إذا كان اللاعب مولودًا في مصر.
توقيع اللاعب على إقرار بعدم اللعب لأي نادٍ آخر في دولة أخرى خلال فترة تعاقده مع النادي المصري.
من المتوقع أن يشهد سوق الانتقالات خلال الفترة المقبلة نشاطًا ملحوظًا في التعاقد مع اللاعبين الفلسطينيين، خاصة من قبل الأندية التي تبحث عن مواهب عربية بأسعار معقولة نسبيًا مقارنة باللاعبين الأجانب الآخرين.
كما يتوقع أن تدفع هذه الخطوة بعض الأكاديميات الفلسطينية إلى تكثيف جهودها لإعداد لاعبين على مستوى عالٍ يمكنهم المنافسة في الدوري المصري.
قرار اتحاد الكرة المصري بشأن معاملة اللاعبين الفلسطينيين كلاعبين محليين يمثل انفراجة كبيرة للأندية التي تعتمد على المواهب العربية، كما أنه يعكس البعد الإنساني والسياسي للعلاقات بين مصر وفلسطين. ومع تنفيذ القرار، من المتوقع أن تشهد الملاعب المصرية حضورًا أقوى للاعبين الفلسطينيين خلال المواسم المقبلة، بما يضيف المزيد من الإثارة والمتعة للبطولات المحلية.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt