في ظاهرة غريبة أثارت استهجان الكثيرين، اجتاح مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية ترند جديد بعنوان "آيس كريم بنكهة الفازلين"، حيث ظهرت مقاطع فيديو لشباب وشابات يجربون إعداد هذه الوصفة غير المألوفة، وسط ضحك وسخرية من البعض، واستغراب وتحذيرات من آخرين.
الأمر الذي بدأ كمزحة أو تحدٍّ بين المستخدمين تحول إلى نقاش مجتمعي حول مدى خطورة هذه التجارب، خاصةً عند استخدام مكونات غير صالحة للأكل مثل الفازلين المعروف بكونه منتجًا طبيًا للعناية بالبشرة.
في هذا التقرير، نستعرض كل تفاصيل الترند المثير للجدل، من أين بدأ، ما مخاطره، ماذا يقول الأطباء، ولماذا لا يجب تجربته نهائيًا، حتى وإن بدا "ترفيهيًا" على السوشيال ميديا.
ترند "آيس كريم بنكهة الفازلين" بدأ من أحد الفيديوهات التي يظهر فيها أحد الشباب وهو يضع ملعقة من الفازلين مع مكونات الآيس كريم العادية (كريمة - لبن - سكر)، ويقوم بتجميد الخليط، ثم يتناوله أمام الكاميرا مظهرًا ردود فعل مختلفة بين المفاجأة والطرافة.
وبعد نشر الفيديو، بدأت الحسابات المختلفة في تقليده، بعضهم بهدف السخرية من الترند، والبعض الآخر بالفعل جرب تحضير الخليط في المنزل وتناوله على الهواء مباشرة أمام المتابعين.
رغم أن الفيديوهات قد تبدو للوهلة الأولى "للفُرجة أو الضحك"، فإن المتخصصين اعتبروا هذه الظاهرة خطيرة، ووجهوا تحذيرات واضحة للأسباب التالية:
الفازلين ليس مادة غذائية، بل هو مشتق بترولي
تناوله قد يؤدي إلى مضاعفات في الجهاز الهضمي
البعض يقلد هذه الترندات دون وعي بخطورة المكونات
الأطفال والمراهقون هم أكثر من يتأثرون بهذه التحديات دون إدراك
الأمر لم يعد مجرد "فيديو مضحك"، بل سلوك قد يؤدي إلى ضرر فعلي لمن يطبقه.
اضطراب في المعدة
غثيان أو قيء
إمساك أو إسهال
احتمالية حدوث تسمم عند الكميات الكبيرة
مشاكل في امتصاص بعض العناصر الغذائية
الأطباء يعتبرون أي استخدام داخلي للفازلين "غير آمن" إطلاقًا، خصوصًا للأطفال أو من لديهم أمراض مزمنة.
عدد من الأطباء وخبراء التغذية أدلوا بتصريحات مباشرة حول الترند، وكان رأيهم:
"لا توجد نكهة للفازلين أصلًا.. هو منتج صناعي لا يؤكل"
"الجسم غير مهيأ لهضم هذه المواد"
"حتى لو ابتلع شخص كمية صغيرة دون قصد، يجب متابعة الحالة فورًا"
"تحويل مستحضرات التجميل لأكل أو تحديات خطر مباشر على الصحة"
التوصية الطبية الواضحة: "لا تجرب هذا أبدًا، ولو على سبيل المزاح".
رغبة الكثير من المستخدمين في تحقيق مشاهدات عالية تدفعهم لتجربة كل ما هو غريب، حتى وإن كان ذلك على حساب الصحة.
وهنا أسباب انتشار هذه الظواهر:
التحديات تُعطي انطباعًا بالإثارة أو الشجاعة
المحتوى الصادم يجذب تفاعلًا أكبر
خوارزميات بعض المنصات تُروّج لمثل هذه المقاطع
ضعف التوعية لدى بعض الفئات العمرية
لذلك تقع مسؤولية كبرى على الأهل والمدارس والإعلام في توعية الناس بالتمييز بين الترفيه والتصرف غير الآمن.
فيما انتشر الترند بسرعة، جاءت التعليقات متباينة:
"إزاي حد يفكر يأكل فازلين؟!"
"الموضوع اتجنن خالص، كل يوم ترند أغرب من اللي قبله"
"ده مش هزار.. فيه ناس ممكن تتسمم بجد"
"هو التريند دلوقتي بقى إنه نأذي نفسنا؟"
وتعكس هذه التعليقات حالة من القلق والرفض المجتمعي للتريندات العشوائية التي تضر ولا تفيد.
أكيد! فالكثير من محلات الآيس كريم العالمية تقدم نكهات غير تقليدية لكنها صالحة للأكل، مثل:
آيس كريم بنكهة الزعتر أو الريحان
آيس كريم بالفلفل الحار
آيس كريم بنكهة الجبنة الزرقاء
آيس كريم بالليمون والنعناع
كل هذه التجارب فيها عنصر الإثارة، لكن تظل تحت مظلة "الغذاء الآمن".
علماء النفس يرون أن من يقلد هذه الترندات يبحث عن:
القبول المجتمعي (اللايكات والتفاعل)
الإحساس بالانتماء إلى "تريند جماعي"
كسر الروتين والشعور بالتميز
الهروب من ضغط الواقع اليومي
لكنهم أكدوا أن تقليد الخطير منها هو سلوك غير ناضج، ويجب التوعية بخطورته بوسائل مبسطة، خصوصًا للمراهقين.
الترند الأخير كان جرس إنذار للأسر، وهنا بعض الخطوات المهمة:
راقب المحتوى الذي يتابعه أطفالك
ناقش معهم مدى منطقية ما يرونه
علّمهم أن ليس كل ما هو "ترند" يستحق التقليد
استخدم أمثلة واقعية لتوضيح العواقب
احرص على وجود قدوة إيجابية في حياتهم
الوقاية تبدأ من داخل المنزل، بالتواصل والتوعية قبل المنع والتحذير.
وإذا كنا نسعى لمجتمع أكثر وعيًا، فربما حان الوقت أن نُميّز بين "المحتوى الترفيهي" و"المحتوى المؤذي"، ونوجه اهتمامنا لما يُفيد ويُسلي دون أن يؤذي.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt