أخبار مصرية

علكة على شكل سجائر تثير الجدل وغضب الأهالي في مصر

في هذا المقال

علكة على شكل سجائر تثير الجدل وغضب الأهالي في مصر

أصيب احد الإباء بالهلع بعد رؤية ابنه الذي لم يتجاوز السابعة من عمره يمسك علبة سجائر، وقبل ان ينفجر عليه غضبا تحول غضبه الى دهشة، حيث اكتشف انها مجرد علكة في شكل لفافة من التبغ، ما جعلت الطفل يتشبه بمن هم اكبر منه ويدخن.

ورغم ارتياح قلب الاب، مازال يشعر داخل صدره بالخوف من شكل العلكة، حيث قد تصبح الخطوة الأولى لابنه في عالم التدخين في المستقبل.

وتكرر هذا الموقف في العديد من البيوت المصرية، عقب انتشار هذا المنتج مجهول المصدر في السوق في عدة محافظات، بالأخص الأماكن الشعبية، وهذا المنتج عبارة عن علبه من اللبان متخذة شكل السجائر داخل علبة كرتونية مصممة على شكل علب سجائر ومطبوع عليها العلامة التجارية.

واثار هذا المنتج غضب الناس على مواقع التواصل الاجتماعي، وتحديد غضب الأهالي خوفا على أبنائهم من مخاطر التدخين.

وجاء ظهور هذا المنتج بالتزامن مع اعلان وزيرة التضامن الاجتماعي “نيفين القباج” عن نسبة المدخنين في مصر، مشيرة انها وصلت الى ٢٧.٩٪، مما لفت الانتباه على هذا الموضوع وضرورة توعية المجتمع بشأن خطورة التدخين على الصحة، بالأخص الأجيال الصغيرة، بهدف تخفيض هذه النسبة.

وقال رئيس جهاز حماية المستهلك السابق دكتور “راضي عبد المعطي” انه توجد قوانين تمنع تداول هذه المنتجات، والعقوبة شديدة في حالة تعرض المستهلكين للخطر.

وأومأ “عبد المعطي” الى أهمية دور المواطنين في مواجهة هذا النوع من الازمات، قائلا: “يجب على المواطن ابلاغ الجهات المختصة عند رؤية أي منتج غير معروف المصدر، او منتج يعرض المستهلك للخطر، لان هذا سوف يسهل مهمة القضاء على المنتج من السوق”.

واستكمل: “الجهات المسؤولة وعلى راسها جهاز حماية المستهلك، تقوم بدوريات مفاجئة بدون ميعاد سابق بشكل منتظم، لمتابعة المنتجات التي في الأسواق، ويعاقب التجار في حالة مخالفة المعايير وغير معروفة المصدر، لما تشكله من خطورة على المستهلك بمختلف الاعمار”

ويذكر ان قانون حماية المستهلك ينص على ان من حق المستخدم ان يجد على السلعة البيانات التي توجبها المواصفات القياسية المصرية، وذلك بشكل واضح سهل القراءة، وضمان ان المنتج مطابق للمعايير ومعروف مصدره.

وتنص المادة رقم ٤ من قرار وزير التموين والتجارة الداخلية رقم ١١٣ لسنة ١٩٩٤ بحظر تداول المنتجات مجهولة المصدر او الغير مطابقة للمعايير، وتصل عقوبة الاتجار في تلك السلع الى الحبس مدة لا تقل عن ٦ اشهر ودفع غرامة لا تقل عن ٥٠٠ جنيه او بإحدى هاتين العقوبتين، وفي جميع الأحوال تضبط الكميات موضوع المخالفة ويحكم بمصادرتها.

وعلى الجانب الاخر يأتي الخوف والقلق من الأهالي على أبنائهم الذين اقبلوا على شراء هذه السلعة، ما يوضح انجذاب الأطفال الى التدخين نتيجة اعجابهم بشكل علبة اللبان التي تشبه علب السجاير.

وقالت دكتور “نوران فؤاد” أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس ان انجذاب الأطفال لسلعة تشبه شكل السجائر يظهر تأثيرهم بالمحيطين بهم من المدخنين، ويظهر رغبتهم في تقليد هذا السلوك، خاصة إذا كان من يمارس التدخين هو احد الابوين.

واستكملت: ” لا يمكن لاي اب او ام ان يمنع أولاده عن سلوك يمارس امامه بالفعل، خاصة اذا كان القائم بالفعل هو احد أقرباء الطفل، فمن الصعب ان يمنع اب مدخن ابنه عن التدخين”.

وترى أستاذ علم الاجتماع انه يجب على أهالي الأطفال الذين ابتاعوا هذه العلكة التي تشبه السجائر، مناقشة أبنائهم حول أسباب انجذابهم لهذه السلعة، وما الذي يعجبهم في سلوك المدخن، والتكلم معهم حول اضرار شراء منتج غير معروف المصدر.

وأضافت ان العلكة : ” الامر المباشر وردود الأفعال الغاضبة من الأهالي، تزيد الموقف سوءا، ويمكن ان تدفع الأطفال الى العناد، وممارسة الأفعال التي اجبروا على عدم فعلها لإثبات انهم أصحاب القرار، لذا يجب ان يشعر الأبناء انهم مسؤولون عن الحفاظ على انفسهم من الضرر”.

وختمت قائلة ان العلكة : ” في الغالب يتأثر الأطفال بسلوك الأهالي، لذا على الوالدين محاسبة انفسهم أولا على تصرفات أبنائهم الخاطئة، ومراجعة الأفعال المحيطة به الذي قد تدفعه الى القيام بسلوك خاطئ”.

 

اقرا ايضا:- الزمالك يسقط في فخ التعادل

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى