طبيب مصري يفوز بجائزة مرموقة عالميا في مجال زراعة واستئصال الأعضاء
فاز الطبيب المصري “احمد الشوادفي” على جائزة التميز في استئصال وزراعة الأعضاء من وزارة الصحة البريطانية، وذلك نظرا لإسهاماته في انقاذ حياة العديد من الناس منذ انضمامه الى جامعة ادنبرة، وطار قلب الطبيب من السعادة بعد هذا الفوز المشرف.
الدكتور “احمد الشوادفي” هو مدرس بمعهد الكبد بجامعة المنوفية حاز على جائزة مرموقة تمنح كل عامين لأفضل الأطباء في مجال زراعة واستئصال الأعضاء، وحصل الجراح الإنجليزي “سامويل جالاجر” على الجائزة، وأقيم الحفل على الانترنت بسبب جائحة فيروس كورونا.
وأشاد وزير التعليم العالي والبحث العلمي “خالد عبد الغفار” بالطبيب وانجازاته وقام بالاتصال به شخصيا لتهنئته على حصوله على جائزة الجمعية البريطانية لزراعة الأعضاء.
وقال الطبيب انه سعيد بهذا التقدير، ويعتقد الدكتور انه عمل جماعي حيث انه اكتسب خبرته من أساتذة كبار في المنوفية الى جانب عمله مع البروفيسور الياباني “كويتشي تاناكا” وهو اول طبيب يقوم بزراعة الأعضاء في مصر بمعهد الكبد.
وقال الدكتور الفائز: ” ان المعهد يشبه المنارة في مصر والشرق الأوسط في مجال زراعة الكبد، ورغم صعوبة المجال، استطاع شغفي ان يقودني لكي انضم الى المكان، وتعلمت منه الكثير، كما أنى انتظمت في أداء الواجب الى ان سافرت الى المملكة المتحدة، وهناك اكتشفت عالم اخر جديد كليا”.
ذهب الطبيب الى بريطانيا في مهمات تدريبية وعلمية في جامعة ادنبرة، واستقر فيها وأصبح عضوا في الفريق الطبي لاستئصال وزراعة الأعضاء، وقال انهم يستخدمون أعضاء اشخاص حديثي الوفاة وذلك بشرط موافقتهم مسبقا بالتبرع، او يحصلون على الموافقة من أقربائهم، وسرعان ما اظهر الطبيب موهبته.
وأضاف: “أجريت الى الان حوالي ١٩٠ عملية، وساهمت في تدريب العديد من الأطباء على اجراء تلك العمليات وكيفية تنفيذها بدون أخطاء”.
ولدى بريطانيا نظام محكم فيما يخص نقل الأعضاء، عندما يحدث حالات وفاة واذا لم يكن هناك مانع للتبرع يتم ارسال البيانات في الحال الى الفريق الطبي، ويصل عددهم الى ٧ فرق طبية، والشوادفي يقع دور فريقه في منطقة شمال ايرلندا وانجلترا، ويتم اخطار الفرق للتوجه سريعا الى المستشفى.
وينشا صراع مع الوقت في هذه النوعية من العمليات ويوضح الطبيب أهمية الوقت خلال التعامل مع عمليات استئصال وزراعة الأعضاء وقال نبدأ بالعد التنازلي لان لكل عضو فترة زمنية معينه قبل ان تنتهي صلاحيته للاستخدام.
على سبيل المثال القلب والرئتين يجب نقلهم قبل انتهاء ٤ ساعات، والكبد والبنكرياس قبل انتهاء ١٢ ساعة، والكلى ٢٤ ساعة.
ورغم خبرة الطبيب المخضرم الا انه واجهته تجارب صعبة، قائلا: ” مررت بتلك المواقف اثناء التعامل مع حالات الوفيات الأصغر سنا، حيث ان روية الأطفال في هذه الحالة عاطفي جدا، حيث اني حضرت ٤ جراحات للأطفال وبدا التأثير واضحا على كافة الفريق”.
واستكمل ان الامر يحتاج الى دعم نفسي لتخطي تلك المسالة، واقوم بتذكير فريقي باننا نقوم بدورنا لنساعد طفل اخر على عيش حياة أفضل، بعد استئصال أعضاء المتوفي لنقلها.
ويستخدم الفريق الطبي في ادنبرة الات حديثة لإجراء هذه العمليات المعقدة وشديدة الحساسية، وتساعد على استمرارية ضخ الدم الى أعضاء الراحلين، وذلك بعد توقف قلبهم لمدة ساعتين، وذلك يساعد في تحسين النتائج.
ويرى الطبيب المخضرم ان رؤية المرضى بعد شفائهم واستلام الشكر والتقدير منهم، تعتبر أفضل لحظات يمر بها في هذا المجال الدقيق، حيث يملئ قلبه الشعور بقيمة ما يقدمه للناس، وضرورة استمراريته في الدراسة لمساعدة المزيد من الناس.
واكد الطبيب انه في أهبة الاستعداد دائما لنقل ما لديه من خبرة وعلم ينتفع به الى بلاده الحبيب مصر، وأوضح ان مصر تمتلك أساتذة على اعلى مستوى وكوادر طبية في غاية التميز، ولديهم إمكانية قوية لتحقيق طفرة في مجال زراعة الأعضاء لمساعدة اكبر عدد من الناس.