أخبار مصرية

السيسي يصل للخرطوم.. تفتح صفحة جديدة للعلاقة المصرية السودانية

في هذا المقال

السيسي يصل للخرطوم.. تفتح صفحة جديدة للعلاقة المصرية السودانية

 

حظيت زيارة الرئيس “عبد الفتاح السيسي” الى السودان يوم السبت الموافق ٦ من مارس، واستغرقت الزيارة حوالي ٦ ساعات، باهتمام وسائل الاعلام بشكل كبير، وتزامنت هذه الزيارة مع تطورات إقليمية ومحلية، واحدثت هذه الزيارة جدلا شعبيا واسعا، مما طرح هذا السؤال هل بمقدور هذا الحدث تأسيس واقع جديد في العلاقة بين البلدين.

ويرى عدد من مختصين ومحللين ان أسباب والهدف الاساسي من هذه الزيارة اتى في توقيت فاصل يستلزم ترتيب المواقف، خاصة فيما يتعلق بقضية سد النهضة وقضية التجارة الحدودية، مما يساهم في كسر التوتر التي كانت بين العلاقة المصرية السودانية، التي سببتها فترة حكم الرئيس السابق “عمر البشير” الذي اطاحته احتجاجات شعبية في عام ٢٠١٩.

وكانت العلاقة السودانية المصرية خلال العقود الأخيرة عقب الاستقلال شهدت العديد من المواقف، وبعد سنوات من الازدهار الذي كاد ان يكتمل في ثمانينات القرن الماضي اثناء فترة الرئيس الراحل أنور السادات والراحل جعفر النميري.

وشاء القدر ان تدهور العلاقة في السنوات اللاحقة الى ان وصلت حد الانقطاع التام عقب محاولة فاشلة لاغتيال الرئيس المصري السابق “محمد حسني مبارك” في اديس ابابا عام ١٩٩٥، وأشارت أصابع الاتهام الى متشددين يدعمهم نظام البشير.

وعقب سقوط حكم البشير في ابريل عام ٢٠١٩، عم الارتباك في العلاقة بسبب عوامل تجارية وسياسية، وشهدت الفترة الأخيرة تقاربا في العلاقة بين البلدين، بسبب الحاجة الى التنسيق لمواجهة عقبات مشتركة.

على سبيل المثال ازمة سد النهضة الاثيوبي، اما باقي الأسباب تتعلق بتكتيكات سياسية املته الأوضاع الداخلية في مصر، ووضع العسكري في الحكومة الانتقالية السودانية.

وأشار وزير الخارجية السوداني السابق “إبراهيم طه” الى ضرورة ملحة تسببت فيها واقع القيادة السياسية في البلدين، وأضاف أتت هذه الزيارة في سياق استعادة العلاقات بين البلدين، ولاستعادة وضعها الطبيعي، خصوصا بعد هذا التوتر الذي أحاط العلاقة طوال السنوات التي مضت اثناء حكم البشير.

وأشار الى ان سد النهضة يعتبر احد العناصر الهامة للزيارة، وقد اخذا في عين الاعتبار التغيرات الكبيرة التي نشأت بالنسبة لموقف السودان، وكان متعاطفا كثيرا مع الموقف الاثيوبي عقب فترة حكم البشير، قبل اعلان الحكومة الحاليه اعتراضها تجاه تعبئة وتشغيل السد قبل التوصل لاتفاق يرضي الجميع ويضمن حقوق البلدين.

ونضع في الاعتبار المخاطر التي يمكن ان تحدث لسد الروصيرص في حال قامت اثيوبيا بمليء وتشغيل السد بشكل احادي في يونيو المقبل، عبر “حسين” عن امله في ان تساعد هذه الزيارة في وضع أسس جديدة لعلاقة سليمة بين مصر والسودان.

معتبرا ان العلاقات بين البلدين خاصة بعد حكم البشير كانت تبدو سيئة للغاية، وان الحضور الاثيوبي كان كبير اثناء مرحلة التغيير الأولى، وذلك قبل ان تتدهور العلاقة بين السودان واثيوبيا مؤخرا نتيجة التوتر الحدودي.

من جهة أخرى، يركز الوزير السابق على ربط هذه الزيارة بالوضاع الداخلية بالنسبة لكل من الحكومة المصرية والسودانية، موضحا ان الزيارة أتت في ظل ظروف داخلية معقدة بالنسبة للبلدين.

حيث ان الرئيس السيسي يواجه تحديات على المستوى الاقتصادي والسياسي وأمني، ومن جهة أخرى تواجه السلطة الانتقالية السودانية تحديات هي الأخرى وهو ردم الهوة بين الشعب والمؤسسة العسكرية.

ووفقا لتصريحات من السيسي اثناء زيارته الى السودان، انه من الواضح ان في الفترة القادمة، سوف نشهد تنسيقا بين كلا الجانبين بشأن سد النهضة.

وقال الصحفي السوداني “مأمون الباقر” ان ملف سد النهضة يشكل محورا أساسيا في هذه الزيارة، وتظهر الحاجة الى التنسيق وتوحيد المواقف حول العديد من القضايا الإقليمية، وذلك نظرا للأهمية الاستراتيجية الخاصة بالسودان، فهي كبوابة لمصر للدخول الى افريقيا، خاصة في منطقة البحيرات والقرن الافريقي.

وعبر الصحفي عن تفاؤله تجاه إمكانية تحسين العلاقة بين البلدين، قائلا: ” لتحقيق قفزة كبيرة في العلاقة يتطلب هذا وجود قناعة وإرادة من الجهتين لضرورة تطوير وتحقيق العمل المشترك.

وكان “الباقر” متفق مع جانب “حسين” حول أهمية زيارة الرئيس السيسي الى الخرطوم، موضحاً انه يمكن تحقيق منها فوائد كثيرة في مصلحة البلدين.

ويضيف الاقتصادي السوداني “يسن حسين” وعضو لجنة حماية المستهلك انه يجب وضع أسس جديدة لتحكم العلاقة الاقتصادية بين البلدين، بدون الاضرار بمصالح الطرف الاخر.

ويربط البلدين حدود برية ومائية، كما انهما يستخدمان عدد من النقاط المشتركة منها لتبادل التجارة بين البلدين، ويبلغ متوسط السنوي لها حوالي ٨٠٠ مليون دولار، ويهدفان الى زيادتها الى ٣ مليارات خلال الأعوام القادمة.

اقرا ايضا:- الطقس اليوم معتدل العظمي بالقاهره 24

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى